مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول رب العالمين محمد بن عبد الله نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ، ورضي الله عن صحابته الكرام ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.            وبعد:

يعد مرض الإيدز/ نقص المناعة المكتسب/ من الأمراض الحديثة والخطيرة والتي لم يجد لها العلم شفاءً حتى الآن فهو مرض قاتل وخطير يفتك بالبشر بسرعة وبطريقة مؤلمة ، ولكن يبقى هذا المرض ربما هو من نقمة الإله وغضبه على العصاة والآثمين ،،فهو نتيجة الخطأ والفحشاء والزنا بشكل أساسي ، كما أنه لن يمكن أن يصاب به إنسان بعيد عن تلك الشبهات وبعيد عن بؤر المعاصي تلك ، إلا بالخطأ أو بطريقة لا يد له فيها إما عن طريق نقل دم فاسد أو عن طريق أدوات ، لكن يبقى هذا الأمر نادر الحدوث . ومع كل مايقال وما ذكر عن الوقاية من الإصابة بالمرض فإنها تظل قاصرة عن تحقيق الصحة والدين الإسلامي وحده القادر على الدفاع عن صحة الإنسان وتحصينه من التسربات الوبائية الناتجة عن علاقات مشبوهة تبعث اللذة لحظة وتجعل المأساة قرينة العمر كله والمخدرات واحدة من أهم وأخطر مسببات الكوارث الصحية والاجتماعية والاقتصادية وأحد المنافذ المؤدية إلى )عالم الايدز( بكل مايحفل به من مآس ونكبات. وتعتبر المجتمعات الملتزمة بالتعاليم الإسلامية هي الأكثر نقاء وأماناً واستقراراً وما يحدث من حالات شاذة تعتبر استثناء وخروجاً، وغالبية إصابات الايدز في المجتمعات الاسلامية المحافظة بسبب عمليات نقل الدم الملوث والسفر للعلاج في البلدان المشبوهة غير المحافظة.
والحقيقة أن علاجه ميسور وسهل وذلك فى تطبيق تعاليم الشرع المطهر

وسأستعرض في بحثي هذا تعريف هذا الداء واستعرض بعض أعراضه وصفاته ، وآخر ما توصل له العلم في شأن اكتشاف دواء له، سائلاً المولى عز وجل التوفيق والرشاد.

                                                                     د / فهد العصيمى

 
الفصل الأول

 

                                                               ·            تعريف الإيدز.

                                                               ·            طبيعة فيروس الإيدز.

                                                               ·            فترة حضانة فيروس الإيدز.

                                                               ·            مصدر فيروس الإيدز.

تعريف الإيدز

تعريف الإيدز

 

إن الإنسان وعبر تاريخه الطويل عرف الكثير من الأمراض والأوبئة واستطاع أن يهزمها أو أن يتعايش معها…لكن مشكلة الإيدز استحوذت على تفكير الإنسان المعاصر واهتماماته.

دخل الإنسان مع الإيدز معارك ضارية ما زالت مستمرة ، وحتى لا يقع مزيد من البشر في براثن هذا الداء فإن المعرفة والإلمام به وبجميع جوانبه والتعرف على مسبباته وطرق انتقاله والتمسك بالفضيلة هي القلاع الحصينة لحماية الإنسان من هذا الخطر.

كلمة إيدز "AIDS" : 

هي عبارة عن الحروف الأولى من الكلمات.

Acquired Immune Deficiency Syndrome

ومعناه مرض " متلازمة عوز المناعة المكتسب "، وهي الأمراض التي تظهر أعراضها وعلاماتـها متلازمة لفقدان وعوز المناعة ، وهذا العوز في المناعـة اكتسبـه الإنسان في حياته ، وبعد دخول الفيروس إلى جسمه.

وقد وضع مركز مراقبة الأمراض (C.D.C.) في الولايات المتحدة الأمريكية ، ونظيره في بريطانيا (C.D.S.C.) تعريفاً لمرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز"، ووافقت عليه منظمة الصحة العالمية ممثلة بمركزها المختص بـهذا المرض. وموجز هذا التعريف أنه يجب أن تتوفر الأمور التالية في المرء حتى يكون مريضاً به ، وهي : ـ

1-       أن يعاني من إنتان انتهازي أو أكثر يدل على تدهور في جهاز المناعة عنده ـ كبعض الإنتانات التي تسببها طفيليات ، أو فطريات ، أو فيروسات ، أو بكتيريا ـ أو مصاب بسرطان الجلد المسمى بمرض "كابوسي ساركوما".

2-       أن يكون عمره أقل من 60 عاماً ، وسبق أن كان يتمتع بصحة جيدة.

3-       أن لايعاني من أي من الأمور الطبيعية المتعارف عليها كأسباب لفقدان المناعة ؛ مثل استعمال بعض العلاجات ، أو المعاناة من أورام سرطانية.

4-       عزل الفيروس المسبب لمرض الإيدز (HTLV 111) من المريض ، أو على الأقل كشف الأجسام المضادة الخاصة بـهذا الفيروس في دم المريض ([1]).

ويسبب الإيدز فيروس من فصيلة الفيروسات الخلقية ، واستطاع الباحثون في الولايات المتحدة الأمريكية التعرف عليه في أوائل عام 1984م. وأطلق على هذا الفيروس المقترن بالاعتلال العقدي اللمفي ، ويسميه الأمريكيون فيروس الخلية التائية البشرية الموجهة للمف النمط 3 (HTLV 111) .

ويستطيع فيروس الإيدز دخول جسم الإنسان ومباشرة يلتصق بواحـدة من كريات الدم البيضاء ، وتسمى الخلية التائية المنشطة ، والمعلوم أن الخلية التائية المنشطة ضرورية لتنظيم الجهاز المناعي في الإنسان ، وتساعد الجسم على الدفاع عن نفسه ضد الجراثيم، والفيروسات ، والفطريات .

وعندما يتمكن فيروس الإيدز من تحطيم الخلايا التائية المنشطة فإن الجسم يعجز عن حماية نفسه ضد الأمراض بطريقة فعالة ، ومن ثم فإن مريض الإيدز يكون عرضة للإصابة بأضعف الكائنات الدقيقة ، والإصابة بالعديد من الالتهابات ؛ كالالتهاب الرئوي والسرطان والتهاب الدماغ والنخاع الشوكي.

أما الفيروس المتعلق بالإيدز فإنه يسبب مرضاً أخف وطأة من الإيدز ـ وتسمى الحالة المتعلقة بالإيدز " ARC "، وفي هذه الحالة يعاني المريض من اضطرابـاتٍ وخلل في جهازه المناعي ـ وقد يبدو المصاب بالحالة المتعلقة بالإيدز صحيحاً ومعافى في أول مراحل الداء ، ولكن يكون معدياً لغيره ، وفي بعض الأحيان تسوء حالة الجهاز المناعي ، ويتطور المرض إلى المرحلة التي تطلق عليها " الإيدز " ، وقد يتوفى المريض في هذه الحالة ؛ لأنه عجز عن الدفاع عن جسمه ضد الأمراض القاتلة ([2]).

وأحياناً يطلق على فيروس الإيدز من النمط 3 (HTLV 111) اسم " ARV ". وقد ثبت أن هذا الفيروس حساس للحرارة والمواد الكيمائية ، وأن قوته الإمراضية تنخفض أكثر من مائة مرة إذا تعرض إلى درجة حرارة 56 درجة مئوية لمدة نصف ساعة.

وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس يمكن وقف خطورته إذا عرضناه إلى 40% من الكحول الإيثيلي ، و 1% من الليزول ، و 5% من السينول، و 3% من الفورمالين ، و 300 جزء في المليون من هيبوكلوريت الصوديوم.

وينبغي أن تستخدم هذه المواد الكميائية بنفس هذه التراكيز إذا أردنا إبطال مفعول هذا الفيروس ، وفي الواقع فإن الإيدز يسببه جرثومة فيروسية ضعيفة جداً. تموت عند خروجها من جسم الإنسان ، بينما نجدها شرسة داخل الجسم.

إن الإنسان وعبر تاريخه الطويل عرف الكثير من الأمراض والأوبئة واستطاع أن يهزمها أو أن يتعايش معها…لكن مشكلة الإيدز استحوذت على تفكير الإنسان المعاصر واهتماماته.

دخل الإنسان مع الإيدز معارك ضارية ما زالت مستمرة ، وحتى لايقع مزيد من البشر في براثن هذا الداء فإن المعرفة والإلمام به وبجميع جوانبه والتعرف على مسبباته وطرق انتقاله والتمسك بالفضيلة هي القلاع الحصينة لحماية الإنسان من هذا الخطر.

طبيعة فيروس الإيدز

جاء في صحيفة الشرق الأوسط نوفمبر 1985م أن الأبحاث العلمية أثبتت أن فيروس الإيدز فيروس هش إذا خرج إلى خارج جسم المريض.

فهو يتحطم بسهولة بالحرارة وعوامل البيئة الطبيعية الأخرى ، أما في داخل الخلية الحية في دم المريض وأنسجته خطير وفتاك ، ويبدو قاهراً جباراً ، ولا يقف أمامه شيء. ويحطم مناعة الجسم، ويجعله عرضة للإصابة بالمرض والضعف والموت لا محالة.

وفي أنسجة الفئران والشمبانزي يظل الفيروس كامناً مدى الحياة. أما في الإنسان فقد يظل حياً فيه لعدة سنوات ، ويمكن أن يسبب المرض في أية لحظة ([3]).ويذكر الدكتور فورنيو وآخرون في مجلة نيو إنجلاند الطبية البريطانية عام 1985م أن فيروس الإيدز يمكن أن يستمر كامناً في جسم الإنسان لمدة طويلة ـ فقـد تم عزل الفيروس من المرضى الذين تلقوا دماء ملوثة بعد 12-52 شهراً من نقل الدم إليهم. وعدد كبير من هؤلاء المرضى لم تظهر عليهم أعراض الإيدز رغماً عن وجود الفيروس في دمائهم.

وهذا يدل على أن الفيروس يتميز بخاصية الكمون. ومما يجدر ذكره أن أول إصابة بداء الإيدز في العالم سجلها مركز مراقبة الأمراض الأمريكي بمدينة أطلانطا بالولايات المتحدة الأمريكية منتصف عام 1981م ، وكان المريض من الشاذين جنسياً ([4]).

فترة حضانة فيروس الإيدز

جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية عام 1985م أن فترة حضانة داء الإيدز ليست معروفة تماماً. إلا أنـها قد تكون حوالي سنة واحدة عند الأطفال وحوالي عامين ونصف عند الكبار.

ويبدو أن فترة الحضانة تعتمد على الجرعة الفيروسية التي دخلت جسم المريض . فكلما زادت الجرعة قصرت فترة الحضانة ، كما يحدث في حالة العدوى عن طريق نقل الدم.

وبعض الباحثين يعتقد أن مدة حضانة الفيروس تتراوح ما بين أسبوعين إلى ستة أشهر ، إلا أن داء الإيدز قد يظهر على المريض بعد عدة سنوات ، ويعتقد آخرون أن فترة الحضانة قد تصل إلى خمسة عشر شهراً.

وتشير الدراسات أن فيروس الإيدز يمكن القضاء عليه إذا عرضناه إلى محلول 2% كلورالدهيد لمدة من 10-15 دقيقة. إلاَّ أن التجفيف والتجميد بجهاز التجفيف يعطي الفيروس الفرصة للبقاء حياً. ونشر الدكتور فليري وزملاؤه في مجلة اللانست الطبية البريطانية عام 1986م مقالاً أشاروا فيه إلى أنه أمكن عزل فيروس آخر مسبب للإيدز من بعض الأشخاص في الكاميرون ، ووضح أن هذا الفيروس يختلف عن الفيروس المعروف للباحثين في أمريكا وفرنسا. وهذا يدل على أن المزيد من الفيروسات سيتم اكتشافها ([5]).خصائص وصفات الإيدز

لقد اجتمعت لهذا المرض والفيروس المسبب له خصائص وصفات غريبة جعلت منه أمراً غير عادي حار به الخاصة وأرهب العامة ، حار به الخاصة لما عرفوه من طرق انتقاله وكيفية عمله وطرق انتقاله والتغير السريع الذي يطرأ عليه وآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع واختياره العجيب لأهم أجزاء الجسم وهو الجهـاز المناعي ، ثم الغموض الذي يكتنف بعض أطواره وأعراضه والوهن المريع الذي يؤول إليه المريض حتى تصبح أضعف الجراثيم مؤهلة للقضاء عليه.

وأما رعب العامة الذي بلغ درجة الهستريا فسببه جهلهم المطبق بالمرض ، وكيفية العدوى به وسرعة فتكه والنهاية المفجعة للمصابين به والكلفة المفجعة للعلاج أضف إلى ذلك الضجة الإعلامية التي رافقت الإعلام عنة.

ومن هذه الخصائص والصفات ما يلي :

أولاً : إتلاف جهاز المناعة

لو تعرض أي جهاز من أجهزة الجسم إلى تلف ما نتيجة إصابته بأي ميكروب فإن جهاز المناعة في الجسم يتصدى له ، ويقوم بواجبه ، إلا في الأمراض الجنسية (الإيدز). أما أن يحصل التلف في جهاز المناعة نفسه ، فهي الطامة الكبرى ، فإذا عرفت أن فيروس الإيدز لايتلف من الجسم إلا جهاز المناعة أدركت حسن اختياره وخطورة الدور المناط به. فاختياره لجهاز المناعة في الجسم ليدمره بسرعة فائقة وبـهذه  الطريقة ليس عفواً ولا مصادفة ولا عبثاً بعد أن يتم تدميره ويتعرى الجسم من أي نصير أو معين فيصبح فريسة سهلة لأبسط أنواع الجراثيم وأحقرها ، تنقض عليه وتسبب له تلفاً ودماراً وهي ما كانت تستطيع ذلك لو أن جهاز المناعة ووسائل الدفاع الطبيعية فيه سليمة ، وهكذا يكون فيروس الإيدز قد يحدث في الإنسان قتلاً محققاً.

ثانياً : تغيير وظيفة السائل المنوي

إن للسائل المنوي وظيفة حياتية مهمة جداً حيث توجد به مادة الحياة الأولى التي لابد منها للتكاثر الجنسي البشري وحفظ نوعه ، لكن هذه الوظيفة تنقلب رأساً على عقب عندما يساء استغلالها وتوظف في غير ما خلقت له فيصبح السائل المنوي أداة لزراعة الموت والدمار ، بدلاً من زراعة الحياة وعمارة الأرض. وهكذا أصبح السائل المنوي عند الشاذين أداة لنقل الأمراض الجنسية وبالذات في مرض الإيدز من شخص إلى آخر حيث يوجد في الملليمتر الواحد منه ما يزيد على مليون وحدة فيروس من الإيدز وكل وحدة كفيلة بإحداث هذا المرض عند ضحية جديدة ، وهؤلاء إن قدر لهم العيش فسوف لاتكون لهم القدرة على الإنجاب نتيجة تلف ودمـار أنسجة مصانع الحيوانات المنوية في أجسامهم.

ثالثاً : عدم القدرة على صناعة طعم واقٍ منه

إن هذا الفيروس لايكاد يستقر على حال معينة ، فهو في تغير مستمر حيث ظهرت منه ذريات مختلفة ومتفاوتة تختلف خصائص كل منها عن الأخرى ، وقد ظهر منه أكثر من مائة ذرية إلى الآن. وقضية استقرار أو عدم استقرار ميكروب ما على حالة معينة أمر في غاية الأهمية فيما يتعلق بصناعة وتطوير طعم واقٍ منه. فالفيروس المتغير لايمكن صناعة طعم واقٍ منه لأن الطعم الذي صنع لذرية منه في حالةٍ ما لايمكن أن يُصبح واقياً منه طالما تغير فاحتمالية وقاية الطعم الذي يحضر لذرية ما من الإيدز كاحتمالية إصابـة هدف سريع جداً في علياء السماء ببندقية صيد ، وهكذا ما يمكن أن يطور له طعم اليوم لايكون واقياً له في الغد وبالتالي يذهب ما عمل سدى دونما فائدة ، وقد ذكر أن سرعة تغير فيروس الإيدز هي أكبر ألف مرة من سرعة تغير أي فيروس عُرف إلى الآن. وهذا يعني الحكم بالفشل على أية محاولة لصناعة طعم واقٍ منه. 

ومع أن صناعة طعم لهذا المرض وأمثاله إنما هي مغالطة يجب أن يتنبه لها علماء الطب والاجتماع ؛ إذ من شأن نجاح هذه الجهود ـ إن نجحـت ـ أن تشجع الشذوذ الجنسي والإباحية وإدمان المخدرات طالما تم استحضار ما يحميهم من هذا المرض الخطير.

ويجدر بـهم أن يصرفوا جهودهم هذه لمجتمعاتـهم فيؤكدوا للشباب أن الشذوذ جريمة تؤدي بـهم إلى نهاية مفجعة ، وأن يقدموا لهم البديل الذي يشبع غرائزهم وطاقاتـهم الجنسية بعيداً عن هذه المآسي ودون كبت مردود أو انطلاق مجنون ، كما عليهم أن يوجهوا أنظار أولي الأمر أن هذه الأمراض ثمرة طبيعية للفوضى الجنسية التي تعيشها شعوبـهم ، وأنـها أمراض اجتماعية قاتلة نتيجة بعد مجتمعاتـهم عن هدي السماء.

رابعاً : عدم فعالية الأجسام المضادة 

إن الأجسام المضادة عند الإنسان تعد بمئات الآلاف في الملليمتر الواحد من الدم ، وهي ذات أهمية بالغة له ؛ وذلك لقدرتـها الفائقة على تعطيل الميكروب المهاجم فهي تتحد معه وتعرقل سيره وتجهيزه لأن يلتهم التهاماً من قبل كريات الدم البيضاء لتقذف بـهم خارج الجسم ، وهكذا خلقت هذه الأجسام المضادة لتحمي جسم الإنسان مما قد يتعرض له من ميكروبات. أما الأجسام المضادة عند مريض الإيدز فلاتفيده من الحماية من هذا المرض ؛ إذ إنـها لاتتحد مع فيروس الإيـدز ، ولاتعرقل سير عمله وبالتالي فهي عنده فاقدة لما خلقت له. أضف إلى ذلك أنـها يوجد أيضاً بجانبها نوع آخر من الأجسام المضادة يسمى "الجسم المضاد المعادل" ، وهو مهم جداً في الالتهابات الفيروسية بالذات ؛ إذ إن وظيفته معادلة وحدات الفيروس المهاجم بحيث لاتعود الوحدة منه قادرة على إنشاء المرض في الجسم وإن كانت لاتقتله ، بل يبقى حياً ، ولكن مشلول تماماً في حين أن الأجسام المضادة المعادلة عند مريض الإيدز فاقدة لوظيفتها كذلك.

وهكذا يبقى الفيروس يسرح ويمرح دون أن يتعرض أي نوع من الأجسـام المضادة له ليقتله أو يعادله ، وبذلك يبقى المريض معدياً (د. فيكتور دانيال 1985م).

خامساً : ضنك العيش

لقد ظهر هذا المرض من لا مكان ، وانطلق الفيروس المسبب له من عقاله ، فلا أحد يعرف بالتحديد كيف بدأ ومن أين بدأ ، وكل ما يتصور عنه أنه موت محقق ينتظر المصاب به ، وهم حيارى في تقدير عدد المصابين به وتستوقفهم أي ظاهرة أو طارئ أو تطور ، وتعدى ذلك إلى العامة حتى بلغ درجة لايقرها علم ولا طب فهو طامة عامة أصابت الجميع بالرعب والهلع حتى أصبح كل منهم كأنه من الذين يحسبون كل صيحة عليهم ، ويزداد الخوف والهلع والرعب والقلق كلما تذكروا أنه لا علاج له حتى الآن. قال تعالى:)ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً(([6]).    

مصدر فيروس الإيدز

ظهور الإيدز مصدر فيروس الإيدز:

ظهور الإيدز

أثار مرض الإيدز موجة عارمة من الخوف والهلع أصاب الناس في المجتمعات الكافرة الغربية منها والشرقية على السواء ، حتى وصل الخوف إلى الأطباء أنفسهم حيث ترددوا في التعامل مع المصابين به.

بدأ أول ظهور للمرض في أمريكا عن طريق خمسة أشخاص يعانون من مرض غريب ويموتون في ظروف غامضة في عمر الشباب؟!!.

وكان التقرير الذي أعلنه مركز مراقبة الأمراض في ايتلانتا التابع لمؤسسة الصحة الأمريكية بريئاً في مظاهره ولا يعني أكثر من مرض غريب وملفت للنظر ومثيراً للاستغراب حيث نشر في العدد الخامس يونيو حزيران 1981م من المجلة الطبية عنوان «الإعتلال والوفيات الأسبوعية».

أن خمسة أشخاص من مدينة لوس أنجلوس في عمر الشباب توفوا بدون سوابق مرضية بسبب مرض غريب أعتصر أرواح المذكورين ودفعهم إلى الموت وكانت أعمارهم في حدود الثلاثين بعضهم قد أصيب بمرض جلدي نادر من نوع سرطانات كابوزي تلك التي وضعها الطيبي النمساوي قبل مائة عام وهي تصيب المسنين عادة فأي شيء حدث لجلد هؤلاء التعساء قبل المشيب.

كان مرضهم غريباً جداً فهم يعانون من التهاب رئوي وعادة يصمد له الإنسان فإذا بهم متهاوون إلى الموت ومن خلال الأسئلة الجانبية تبين أن هؤلاء الشباب كانت لهم صلة بقوم يتعاطون اللواط.

وعند ظهور التقارير الأولى عن هذا المرض كان حزب ارتكاس [حزب الشاذين جنسياً].

تعتبر هذه التقارير موجهة ضدهم باعتبارهم مضطهدين كاضطهاد اليهود عبر التاريخ وأن هذه التقارير إهانة لهم.

وفي عام 1981م أعلن مركز أطلانطا لمكافحة الأمراض عن مرض " نقص المناعة المكتسب" (AIDS). ولم يعلن المركز عن حالة أو حالتين أو عشر حالات ، بل أعلن عن 457 حالة مسجلة رسمياً ، راح ضحيتها 232 مريضاً ، وكان معظمهم من الشاذين جنسياً ([7]).وتتابعت الأحداث وتزايدت أعداد المرضى فبينما كان عددهم عام 1981م حوالي 252 مريضاً في الولايات المتحدة وحدها تضاعف هذا الرقم إلى أكثر من عشرة أضعاف عام 1983م ؛ إذ بلغ عددهم 3643 مريضاً ، مات منهم 60%. وفي بداية عام 1985م بلغ عددهم عشرة آلاف مريض. ثم تجاوز عددهم بنهاية العام نفسه إلى خمسة عشر ألف مريض في الولايات المتحدة وحدها التي نالت منه نصيب الأسد([8]).

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه قد ظهر في 43 دولة ، ويزداد باستمرار.

2- تاريخ المرض

لقد نشطت مراكز الأبحاث العالمية ، ولاسيما المراكز الأمريكية في محاولة للإجابة على هذا السؤال الهام : من أين أتى الإيدز ؟ ما هو منبعه الأصلي ؟ وكيف انتقل من هذا المنبع للولايات المتحدة الأمريكية وبقية أنحاء العالم ؟

أ - يسود اعتقاد بين كثير من الناس بأن الإيدز مرض جديد على البشرية ، أراد الله به أن يلقن هؤلاء الناس الشاذين جنسياً والمنحرفين ، والذين تمادوا في فعل الرذيلة درساً لن ينسوه ، ورغم اعتقادنا الراسخ من الحكمة والموعظة من وراء انتشار هذا الطاعون بين هؤلاء الناس إلاَّ أننا نميل إلى الاعتقـاد بأن المرض ليس جديداً بأي حال من الأحوال ؛ فهو موجود منذ أن أوجد الله الأرض ومن عليها ، ولكنه قد يكون مستتراً في عائل من عوائل المخلوقات الأخرى ، كالحيوانات البرية مثلاً خلاف الإنسان.

ويرى العالم الأمريكي روبرت جاللو 1985م أن فيروس الإيدز يستوطـن نوعاً من القردة في أدغال أفريقيا ومعروفة باسم " القردة الخضراء " (Green Monkeys)، وقد حدث صدفة أن كان هناك مستعمرتان لهذه القرود في بوسطن ، وكاليفورنيا بأمريكا ، وقد أصيبت هذه القرود بحالات من الإسهال الشديد والمزمن مع نقص في الوزن وتضخم في الغدد الليمفاوية ، ثم انتهت حياة هذه القرود وماتت. وهذه الظاهرة الغريبة دفعت العلماء في أمريكا للبحث عن سبب مرض هذه القرود. حيث تمكنوا من تحديد نوعية الإصابة وبلورتـها في صورة اضطرابات وتغيرات في الجهاز المناعي لهذه القرود ، وقد أمكن فصل الفيروس المسبب لذلك. وفي الوقت نفسه كان من المعروف أيضاً ، ومن المعلوم لدى العلماء أنه يوجد في أواسط أفريقيا نوع من السرطان يصيب الجلد ، وهو المعروف باسم " سرطان كابوسي"،  هو نوع نادر من السرطان متوطن في أفريقيا الوسطى ، ويصيب الشباب، ويسببه أيضاً فيروس ، وحيث إن هذه القرود المصابة هي أصلاً من أفريقيا الوسطى، وأن المرض الذي أصابـها يسببه فيروس ، وأنه يسبب نقصاً في الجهاز المناعي للجسم. وحيث إن ذلك النوع من السرطان المتوطن في أفريقيا يسببه أيضاً فيروس ، وأنه يسبب كذلك نقصاً في الجهاز المناعي المكتسب للجسم الذي يعتبر سرطان كابوسي من أهم مظاهره ، وأن مرض الإيدز هو مرض نقص المناعة في الجسم ، فإن كل هذه الحقائق دفعت العلماء للبحث لإيجاد الصلة بين سرطان كابوسي ومرض القرود الخضر ، ومرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"([9]).

ب- ويؤكد الأطباء والعلماء الذين يدرسون مرض الإيدز على أن موطن الداء هو
" جمهورية أفريقيا الوسطى " ، وكذلك يؤكدون أن الفيروس الذي يسبب المرض قد اكتشف هناك ، وأنه كان متأصلاً في القرود الخضراء ، ثم انتقل من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى جزر الكاريبي التي تعتبر منتجعاً مشهوراً ، وقد اعتاد الأمريكيون قضاء عطلهم في هذا المنتجع. ومن جزر الكاريبي تم نقله إلى أمريكا عن طريق الأمريكان الشاذين جنسياً ، ثم منها لباقي دول العالم ([10]) .

  * الشذوذ الجنسي وجزيرة هايتي :

جزيرة هايتي تقع في البحر الكاريبي ، وهي جزيرة هادئة منعزلة اشتهرت بأنـها ميدان خصب للممارسة الجنسية الشاذة ، وحيث يعيش سكانـها في انـهيار اقتصادي وأخلاقي ، وقد حدثت زيارات واتصالات متبادلة بين زائير (إحدى بلاد أفريقيا الوسطى) وهذه الجزيرة التي تقع في (أمريكا الوسطى) حيث حكم الفرنسيون كلتيهما ، وبذلك انتقل فيروس الإيدز من زائير إلى سكان هايتي ، ثم إلى أمريكا عن طريق المهاجرين من هذه البلد إلى أمريكا. وبعد ذلك أخذ الفيروس في الانتشار من إنسان لآخر عن طريق الجماع الجنسي سواء السوي أو الشاذ.

وهذه النظرية تدعو إلى أن مصدر مرض الإيدز هو بلاد أفريقيا الوسطى ، ومنها انتشر المرض لأمريكا وأوروبا ، وواضح من هذه النظرية وغيرها أنـهم يحاولون إبعاد التهمة اللا أخلافية عن بلادهم وإلصاقها بشعوب لاتستطيع الدفاع عن نفسها.

ومما لاشك فيه أن هذا ادعاء باطل حيث إنـهم يعرفون جيداً أن المرض عُرف أول ما عرف في نيويورك وكاليفورنيا بين الذين يمارسون الشذوذ الجنسي عام 1978م ، ثم ظهر بشكل وبائي عام 1981م.  ثم ظهرت حالات الإيدز في الأفارقة بعد ذلك التاريخ ، ولم يسمع العالم بـهذا المرض في أفريقيا قبل ذلك التاريخ ، وبذلك يكون المرض انتقل من أمريكا وأوروبا إلى أفريقيا وهايتي ([11]).   

طرق العدوى

رغم أن هذا المرض من الأمراض المعدية إلاّ أنه ليس من السهل الإصابة به ؛ إذ لابد لذلك من وجود مواصفات معينة في المجتمعات التي ينتشر فيها بالإضافة إلى توافر طرق محددة للانتقال بواسطتها. ومواصفات هذه المجتمعات أنـها في الأعم الأغلب مجتمعات أدمنت أو ألفت الشذوذ بشتى صوره وألوانه وبالتالي فقد حمى الله  I المجتمعات المحافظة من الإصابة به ؛ وذلك لخلوها من الطرق التي ينتقل بواسطتها فيروس هذا المرض. وإذا حدث وأصيب الإنسان بـهذا الفيروس فإنه يبقى معدياً لغيره طوال حياته.

والوسائل والطرق الرئيسة لانتقال فيروس الإيدز :

أولاً : السائل المنوي :

إن السائل المنوي لمريض الإيدز مليء جداً بـهذا الفيروس ـ حيث يحتوي الملليمتر الواحد منه على ما يزيد على مليون وحدة فيروس ـ فإذا وصلت أي كمية منه إلى إنسان آخر فإنه يصبح فريسة سهلة له ؛ إذ إن وصول فيروس واحد منه إلى دمه كفيل أن يسبب له الإصابة به ، ويتم انتقال السائل المنوي من شخص إلى آخر بإحدى الطرق التالية :-

1-       الشذوذ الجنسي (اللواط) : ويعتبر أوسع الطرق لانتشار مرض الإيدز إذ بلغت نسبة الذين أصيبوا به عن هذا الطريق 73% من مجموع حالات الإيدز التي اكتشفت حتى الآن ؛ لذلك أطلقوا عليه مجازاً " طاعون الشذوذ ".

2-       الزنا والإباحية : وهذه تشكل إحدى قنوات انتشار الإيدز ، فبواسطتها تتم عملية انتقال السائل المنوي من المصاب إلى السليم ، والزاني لايرتوي ، بل يشرب الكأس حتى الثمالة ، فيمارس الجنس كلما تيسر له ، وهذا يضاعف من احتمالية الإصابة به. وقد بلغت نسبة الإصابة به من هذا الطريق 3-5% من حالات الإيدز المعروفة.

3-       التلقيح الصناعي : وهو نقل السائل المنوي من الرجل إلى رحم الأنثى ، إذا كان الرجل مصاباً بالإيدز فإن الأنثى وجنينها يصابان بـهذا المرض.  

4-       ممارسة الجنس عن طريق الفم: ذكر في تقارير لمنظمة مكافحة الأمراض عن انتقال الإيدز عن طريق ممارسة الجنس عن طريق الفم لالتصاق الفم في الإفرازات.

ثانياً : الحقن الوريدية الملوثة

للمخدرات عدة أنواع وتسميات وتتفاوت آثارها وطرق تناولها ، فمنها المسكن والمنبه ، ومنها الطبيعي والكيماوي ، ومنها ما يؤخذ بواسطة الفم ، ومنها ما يؤخذ بواسطة الحقن الوريدية. وقد أجمعت الدول على تحريم زراعتها وصناعتها وتداولها ؛ لذلك فهي مرتفعة الثمن ، ولذا يقسم الشباب كلفة شرائها وتناولها كما هو الحال ف
ي " الماكستن فورت " مثلاً ، حيث يجتمع الشباب على شكل حلقة يستعملون حقنة واحدة بالتناوب ، فإن كان أحدهم مصاباً بمرض الإيدز ، أو حاملاً لفيروس المرض فإن العديد من فيروساته تنتقل بواسطة الإبرة للذي يليه ، فالذي يليه حتى تصاب الحلقة([12]) جميعها به ، وتدل الإحصائيات المنشورة على أن الإدمان مسؤول عن 17% من حالات الإيدز المعروفة إلى الآن.

وهذه هي الطرق الرئيسة التي ينتقل بواسطتها هذا الفيروس فيسبب الغالبية العظمى من الإصابات.

ثالثاً : نقل دم ملوث

إن نقل دم ملوث من جسم شخص مصاب بـهذا المرض سواء كان يعـاني منه أو في طور الحضانة ، وما أن ينتقل هذا الدم إلى شخص سليم حتى ينقلب جميع  جسم هذا السليم إلى مرض لا علاج له حتى الآن. وبذلك يجب معرفة كل عينة من الدم التي تعطى للمريض حتى لاينتقل إليه هذا المرض.

رابعاً : انتقاله من الأم المصابة إلى جنينها

إن إصابة الأطفال بـهذا المرض هو بحد ذاته مأساة متكاملة العناصر …. إن إصابة الجنين بـهذا المرض حينما تكون الأم مصابة به ، إذا ينتقل عن طريق المشيمة خلال الولادة أو بعدها بقليل.

خامساً : عن طريق زراعة الأعضاء المصابة والملوثة بـهذا الفيروس مثل الكلى والقرنية ونخاع العظم إذا كان المتبرع بالعضو يحمل الفيروس.

سادساً : ينتقل الفيروس عن طريق اللعاب الملوث إذا صادف خدشاً في جلد الشخص السليم. ونسبة المصابين بالطرق الأربعة الأخيرة من 5-6% من مجموع مرضى الإيدز في العالم ([13]).

سابعاً : السحاق :

وحول انتقال الإيدز عن طريق الاتصال الجنسي بين امرأة وامرأة أخرى فأن السائل المسؤول عن نقل المرض هو العنقية لملامسة اللسان لهذا السائل.

* انظر الجدول التالي :

النسبة

عددها

نوع الحالة

74%

12769

أهل الفاحشة (عمل قوم لوط) والزنى

1

17%

1919

مدمنو المخدرات

2

2%

279

نقل الدم

3

1%

138

مرضى الناعور (الهيموفيليا)

4

6%

1010

السحاق وممارسة الجنس عبر الفم

5

100%

16115

المجمــــــوع

الوباء الفعلي لا يكمن في الإصابة من هذه الطرق الأخيرة ، وإنما يكمن في الطريقتين الأوليين ـ وهما : الشذوذ الجنسي والزنى ، وإدمان المخدرات ـ حيث يشكلان (92%-95%) من مجموع حالات الإيدز التي تم تشخيصها حتى الآن ([14]).

طرق لاينتقل بواسطتها فيروس الإيدز

1-       ملامسة الجلد كالمصافحة والتقبيل على الخدين واليدين.

2-       المعايشة مع المريض في نفس البيت: الفيروس لاينتقل بين أفراد العائلة إلاَّ بالالتصاق الوثيق بين شخصين عن طريق الجنس ، وقد أجريت دراسات عدة على أفراد وعائلات من ضمنها فحوصات الدم للبحث عن الأجسام المضادة للفيروس. ولم يثبت أن أياً من أفراد العائلة أصيب بالعدوى.

3-       الوجود مع المريض في المدرسة وكذلك العمل: في بعض المدارس الأمريكية والإنجليزية حينما وجد أن أحد الطلاب في تلك المدارس مصاب بالإيدز ، وقد أصيب أهالي الطلبة الآخرين بالجزع والخوف الشديد وكثير منهم منع أطفاله من الذهاب إلى المدرسة ، وطالبوا بمنع الطالب المريض من دخول المدرسة بسبب الخوف من المرض. والناحية الأخلاقية مرتبطة به فهو معروف أنه مرض الشواذ ، فمن الصعب قبول شخص مصاب بمرض إيدز بين الأصحاء.

4-       غسل الميت وتكفينه: لاينتقل فيروس الإيدز عن طريق تغسيل الميت وتكفينه ، ولكن لزيادة الاحتياط يفضل استعمال كفون بلاستيكية أثناء غسيل الميت أو تكفينه.

5-       لدغة الحشرات البعوض وغيره: إن الحشرات كما هو معروف تنقل الأمراض بشكل كبير وخاصة البعوض ، لكنه أجريت دراسات وبحوث على الحشرات وخاصة في المناطق الأفريقية ولم يثبت قط أن لدغة الحشرات تنقل هذا المرض.

6-       استعمال دورات المياه والمراحيض: أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية أن فيروس الإيدز لاينتقل باستخدام المراحيض الصحية ودورات المياه ([15]).


 

 بعض الإحصاءات عن مرض الإيدز:

اليونيسف: كل 6 دقائق حالة ايدز جديدة في العالم

  برلين ـ ا.ف.ب : تظهر حالة اصابة جديدة بفيروس قصور جهاز المناعة المكتسب (ايدز) كل ست دقائق لدى الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و24 عاما استنادا الى بيان لمنظمة اليونيسف صدر امس في برلين. واوضح البيان ان التقرير العالمي عن الايدز يشير الى ان 30% من الصبية الذين يبلغ عمرهم الان 15 عاما في ثماني من دول افريقيا جنوب الصحراء سيصابون بفيروس الايدز في السنوات القادمة. واشار البيان الذي صدر قبيل تقديم  تقرير برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز الى ان جزءا كبيرا من الجيل الشاب في الدول التي يتفشى فيها الايدز بشكل خاص سيصابون بالفيروس. ودعت المديرة التنفيذية لليونيسف (صندوق الامم المتحدة للطفولة) كارول بيرمي الحكومات والاقتصاد والرأي العام الى دعم حملات التوعية الموجهة الى شبان الدول النامية. وقالت في برلين : ان مفتاح وقف انتشار الايدز يكمن في الشبان والشبان البالغين. وفي اوغندا اوضح التقرير ان التحرك الوقائي اتاح خفض معدل الاصابات الجديدة لدى الشبان والبالغين بشكل ملحوظ كما سجلت نجاحات مماثلة في زامبيا. وفي موزمبيق اصيب 15% من الشابات اللاتي تتراوح اعمارهم يبن 15 و24 عاما بالفيروس 75% منهم يجهلن طرق الوقاية من العدوى.  واضافت اليونيسف : ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى ان افريقيا في حاجة الى نحو 5.1 مليار دولار لتنفيذ برنامج وقاية فعال معتبرة ان التوعية بمخاطر الايدز يجب ان تبدأ في المدارس الابتدائية.  واعربت المنظمة عن الاسف لكون الولايات المتحدة لم ترصد سنة 1998 سوى نسبة 7.1% فقط من مساعدتها في التنمية لمكافحة الايدز اي حوالى 147 مليون دولار.وقد بلغ عدد المصابين بمرض الإيدز - نقص المناعة المكتسب - حتى الآن 50 مليون شخص طبقا لآخر تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة

وقد توفي حتى الآن أكثر من 16 مليون شخص بسبب أمراض لها صلة بالإيدز وكشفت الأمم المتحدة عن أن الإصابة بفيروس الإيدز مستمرة في الازدياد في الدول النامية على الرغم من جهود الوقاية التي تبذلها هذه الدول

في العام الماضي بلغت حالات الوفيات بسبب الإيدز مليونين و600 ألف حالة، بزيادة تصل إلى 400 ألف حالة عن عام 1998. ويقدر عدد المصابين بالفيروس من الكبار والأطفال بنحو خمسة ملايين و600 ألف

ولا تزال الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى مثل بتسوانا وزيمباوي ونامبيا هي أكثر الدول التي تظهر فيها حالات الإصابة بالفيروس ويزيد عدد المصابات بالمرض من النساء على عدد المصابين به من الرجال. ويقدر عدد المصابات من الفتيات في إفريقيا ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة بستة أضعاف المصابين من الفتيان في نفس السن ومن المتوقع أن يقل معدل الأعمار في دول جنوب إفريقيا من 59 سنة كما كان في أوائل التسعينيات إلى 45 سنة في الفترة ما بين عامي ألفين وخمسة وألفين وعشرة. ويقارب هذا مستوى الأعمار في أوائل الخمسينيات وقال بيتر بيت المدير التنفيذي لبرنامج الإيدز التابع للأمم المتحدة إن الإيدز هو أكبر الأمراض التي تهدد النمو في كثير من البلدان وقال إن وباء بمثل هذه المعدلات يؤثر بلا شك في الأسر والجماعات والبيوت والأعمال والاقتصاد ارتفاع الإصابة فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي يعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن هو السبب الأساسي وراء الزيادة الكبيرة للإصابة بفيروس الإيدز فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي فقد ارتفع عدد المصابين إلى أكثر من الثلث في عام 1999 فوصل 360 ألف حالة في موسكو، بلغ عدد الحالات المسجلة في الأشهر التسعة الأولى من عام 1999 ثلاثة أضعاف ما سجل في السنوات السابقة مجتمعة ويبرز تقرير منظمة الصحة العالمية بعض الحقائق الباعثة على التفاؤل من قبيل برامج الوقاية في الهند والبرازيل لكن المدير التنفيذي لبرنامج الإيدز التابع للأمم المتحدة يحذر من الرضا عن الأوضاع القائمة في الدول الغربية ويقول إن هناك أدلة من أمريكا الشمالية وغرب أوربا تشير إلى أن وجود بعض الأدوية المطيلة للأجل في حالات الإيدز قد يؤدي إلى التخلي عن احتياطيات الأمان في ممارسة الجنس في تلك المناطق ويقول إن أحدث التقديرات لفيروس الإيدز في بريطانيا تظهر عدم الانخفاض في حالات الإصابة الجديدة في عام 1998. ويرجع ذلك جزئيا إلى المشاركة في استخدام الحقن بين متعاطي المخدرات زيادة المصابين بالعدوى يشير التقرير أيضا إلى أن عدد المصابين بالفيروس ممن لا يزالون على قيد الحياة لم ينخفض في العام الماضي كانت المؤشرات تدل على وجود 30 مليون مصاب بالفيروس يعيشون بيننا على مستوى العالم. وهذا يدل على زيادة تصل إلى 10 في المئة عن العام الذي قبله. وقد زاد المعدل بنفس النسبة هذا العام ويحذر الخبراء بأن أكبر نسبة زيادة في الإصابة بالإيدز توجد حاليا في آسيا ويعتقد أن الهند والصين أكثر الدول عرضة لانتشار المرض، على الرغم من انخفاض نسبة الإصابة فيهما في الوقت الحالي

وعلى النقيض من الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء حيث يوجد 22 مليون حالة إصابة بالإيدز، فإن عدد حالات الإصابة في أوربا الغربية يصل تقريبا إلى 500 ألف حالة بين الرجال والنساء

ويقدر عدد الأشخاص الذين يحملون فيروس المرض في العالم 36 مليون نسمة، كمايتوقع أنه ستة ملايين شخص جدد بالمرض خلال السنة المقبلة يصاب 

وفي بيان عشية اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، حذر الرئيس الأمريكي بيلالمرض  بلغ أبعادا مأساوية في مناطق عديدة في العالم

وقال كلينتون إن انتشار المرض بلغ من الخطورة في بعض المناطق الحد الذي أصبح يمثل فيه تهديدا للأمن القومي والدولي

وقالت منظمة اليونيسيف إن الصين وهي أكثر دول العالم ازدحاما بالسكان، يمكن أن تقدر بعشرةملايين  شخص خلال العشرة الأعوام القادمة ما لم تتخذ إجراءا تشهد إصابات سريعة وحاسمة

، أكد كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة في رسالة وجهها بهذه المناسبة لوقف انتشار الإيدز أهم تحدي يواجهه العالم على ضرورة اتخاذ الإجراءات الحاسمة

مأساة أفريقيا

وفي كلمة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، دعا رئيس جنوب أفريقيا السابق نلسون مانديلا إلى مزيد من الانفتاح في مواجهة مرض نقص المناعة المكتسبة في بلاده التي تعاني من أحد أعلى مستويات الإصابة بالمرض في العالم كله

وقال إن مزيدا من الصراحة من جانب الأشخاص المصابين بالمرض في جنوب أفريقيا سيساعد في التغلب عليه، وأضاف أن هذا المرض يهدد كيان مجتمع أفريقيا بكاملة

ويذكر أن عدد المصابين بفيروس الإيدز وصل في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء في نهاية العام الماضي إلى أكثر من نصف مليار شخص، ربع مليون شخص منهم في جنوب أفريقيا

وأدت عوامل كثيرة إلى تفاقم المشكلة بينها الفقر والأمية ونقص التوعية وضعف الصحي وتدني المستوى الاجتماعي للمرآة

شمال أفريقيا والشرق الأوسط

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه حتى نهاية العام الماضي وصل عدد المصابين بفيروس مرض الإيدز في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى ما يزيد عن ثلاثمائة وستة وثلاثين ألف شخص، منهم أثنين أربعين ألف امرأة

ظهور الإيدز في الدول العربية:

بدأت التقارير تشير إلى انتشار هذا الوباء في معظم أنحاء العالم بما في ذلك العالم العربي وقد وصل هذا الوباء إلى لبنان عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984م فقد نشرت المجلة الطبية اللبنانية، عام 1985م التقرير التالي للأطباء:

     الدكتور / فادي عبد الكريم، الدكتور / جاك مخياط، الدكتور / نهاد إبراهيم، الدكتورة / مي قليلات، والدكتور / زياد سالم وقالوا فيه:

     «في تشرين من عام 1984م احيل إلى مشفى الجامعة الأمريكية شاب في الرابعة والثلاثون من عمره لإصابته بورم في الشرج. وعند الدخول إلى المستشفى كان هذا الشاب يشكوا من إسهال مستديم مصحوب بفترات من الحمى، والتوعك، والتعرق اليلي، ونقص خطير في الوزن تعدى 45 كيلو غرام، على مدى تسعة أشهر من الزمن، وقد أنكر هذا الشاب أنه لوطي، كما أنكر أنه مدمن على المخدرات بواسطة الوريد، ولم يكن يعلم أنه يعاني من مرض الهيموفيليا وقد علم منه أنه كان يعيش في مدينة سان فرانسيسكو، من ولاية كاليفورنيا بين عامي 1978م وعام 1984م [ولا يخفى على أحد أن هذه المدينة مشهور باللواط].

     وخلال وجوده في المدينة فإنه كان يعمل ساقياً في أحد البارات حيث يلتقي بعض اللوطيين، دون أن يمارس معهم اللواط. وكان أحد زملائه المستخدمين يشكوا من التعب الشديد، وكان المريض اللبناني يمارس الجنس مع بعض النسوة مرتادات هذا البار وكان يمارس الجنس مع امرأة مدمنة على المخدرات، وكان إدمان تلك المرأة عن طريق الوريد وكانت هذه المرأة تشكو من حمى وتعب شديد.

     ومن هذه المعطيات تبين أنه مصاب بالإيدز وتلك هي أول حالة في الدول العربية تسجل عام 1985م وكانت بسبب مخالطة الكفار والسفر إليهم وفي المرتبة الأولى عدم الخوف من الله ومراقبته.

الإيدز فى دول الخليج:

 ذكر تقرير خطير صادر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية
إن هناك ارتفاعا وانتشارا في معدل الإصابة بنقص
المناعة " الإيدز " في الشرق الأوسط و آسيا .
ويشهد هذا المرض ارتفاعا في عدد المصا بين سنويا
في العالم سنة بعد أخرى .
وقال طبيب اشترك في أعداد تقرير سري لوزراء الصحة العرب ... ان اكثر الإصابات وقعت في إحدى الإمارات
الخليجية بسب قلة نساء قدمن من روسيا و أوكرانيا !!
والحقيقة أن التقرير تطرق الى ان هناك دولا خليجية و عربية أخرى تتكتم حول صحة الأرقام المعلنة للمصابين بهذا المرض لأسباب تتعلق بالأمور الاجتماعية والأخلاقية في تلك البلدان.
الا يعطينا هذا التقرير مؤشرا على ان انتشار هذا المرض وبهذه السرعة المخيفة يدعونا للتيقظ واخذ الحيطة والحذر منه ... خصوصا بعد انتشار و حرية بائعات الهوى الحاملات لهذا المرض في دولنا الخليجية ... وكأنها مؤامرة تستهدف أضعاف نسيج المجتمع و القضاء على عنصر القوة والبناء و التنويه لدى شبابنا

فى الكويت:

يقول الخبر 900حالة إيدز سجلتها السلطات الصحية في الكويت:

قالت السلطات الصحية الكويتية إن مائة مواطن كويتي وثمانمائة من الأجانب كشفت الفحوصات الطبية أنهم يحملون فيروس إتش آي في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" منذ اكتشاف أول حالة للمرض في العالم عام 1984. وقال مدير مستشفى الأمراض المعدية في الكويت د.عبد العزيز العنزي إن عددا غير محدد من الكويتيين قضوا بسبب هذا المرض. وأشار إلى أن عددا من المصابين -ومن بينهم ثمانية أطفال على الأقل- انتقل إليهم المرض عبر آبائهم.

وبالنسبة للأجانب الثمانمائة قال العنزي إنه تم إرجاعهم إلى بلادهم بعد إجراء الكشف الطبي عليهم والذي يشمل أيضا الكشف عن مرض السل والتهاب الكبد.

يشار إلى أن المغتربين الذين يشكلون ثلثي سكان الكويت البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يخضعون للفحوص الطبية كشرط للحصول على عمل فيها، ويطبق هذا النظام في جميع دول الخليج العربية.

ويتوقع أن يكون عدد الكويتيين المصابين بالإيدز أكبر من المذكور لعدم إلزامية إجراء الكشف عن فيروس الإيدز بالنسبة لهم إلا إذا رغبوا في التبرع بالدم أو الالتحاق بوظيفة عامة.

http://www.aljazeera.net/health/2001/6/6-11-1.htm

في السعودية عن جريدة الشرق الاوسط. :

أن عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة «الايدز» وفق الحالات المبلغ عنها هو 375

كشف مصدر طبي سعودي مسؤول ان عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة «الايدز» في السعودية وفق الحالات المبلغ عنها هو 375 مصابا ومصابة. وقد اعلن عن هذا الرقم لاول مرة وذلك بعد ان توقعت منظمة الصحة العالمية أن تكون حصيلة عدد المصابين بمرض «الإيدز» في السعودية بنهاية العام الحالي 1000 مصاب. ووفقا لمصادر طبية فإنه مع كل حالة ايدز يجري اكتشافها، هناك عشر حالات لم يتم اكتشافها، ومعظم هذه الحالات تكتشف أثناء التبرع بالدم أو الفحص الوظيفي أو أن يطلب المريض الفحص لشك يصيبه في أعراض المرض. وقال الدكتور عبد الله الحقيل استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والاستاذ المساعد في جامعة الملك سعود بالرياض لـ«الشرق الأوسط» انه يوجد اكثر من 30 حالة من النساء مصابات بمرض الإيدز يعالجن في المستشفى التخصصي و12 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة و13 سنة، ومعظم اصابات النساء انتقلت إليهن عن طريق الأزواج. ويضيف ان 90 في المائة من الحالات نتجت عن طريق الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة.
وأوضح الحقيل أن نسبة التبليغ عن مرض الإيدز في الدول العربية ضعيفة جدا لخلفياته السياسية والاجتماعية والدينية، فمعظم الدول العربية تحتفظ بالإحصاءات الدقيقة لنفسها.

  الفصل الثاني

                                                          ·            طرق العدوى.

                                                          ·            طرق لاينتقل بواسطتها فيروس الإيدز.

                                                          ·            أطوار المرض.

                                                          ·            الأعراض والعلامات للمرض.

جدول يوضح عدد مرضى الإيدز المسجلين عالمياً

وفي الولايات المتحدة الأمريكية حتى 30/ أغسطس/1985م ([16])

 

حقائق مؤلمة:
أفادت دراسة اقتصادية أن الأيدز يكلف الاقتصاد العالمي بين 356. 514 مليار دولار منذ اكتشاف المرض وحتى عام 2000م وأن الولايات المتحدة تتكلف سنوياً بين 81. 107 مليار دولار أي بنسبة 1% من ناتجها الوطني.
أشارت أحدث الأرقام التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية أن عدد حاملي المرض يقدر مابين 10 - 12 مليون قد حدثت على نطاق العالم واحتمال إصابة ملايين غيرهم في المستقبل وأحدث الأرقام التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية خمسة آلاف إنسان يومياً يصابون بهذا المرض ويحصد من الضحايا ملايين البشر على مستوى العالم كل عام.

 

الوفيات

نسمة

النوع

 

15.131

العدد الكلي في العالم (المسجلون رسمياً)

1

50%

12.932

في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها

2

72%

9.345

عدد المصابين من الشاذين جنسياً

3

17%

2.198

المتعاطون للمخدرات بطريقة الحقن من غير الشواذ

4

1.5%

195

المنقول إليهم دماء ملوثة بالمرض

5

1.3%

165

أطفال رضع وصغار السن

6

 

أطوار المرض

يصنف العلماء أطوار المرض على أساس ما يظهر على المصابين من علامـات إلى ما يسمى " قبل الإيدز PRE AIDS "، و" إيدز بسيط MINOR AIDS "، والطور المتوسط ، والإيدز " المرض بصورته الكاملة ".

وصنفه آخرون بطرق أخرى فذكروا :

·            تضخم الغدد الليمفاوية الذي يبقى لمدة طويلة تصل إلى أكثر من عامين (PGL).

·            ومجموعة الأعراض المتعلقة بالإيدز.

·            ومرض الإيدز كاملاً.

ومهما يكن من أمر فإن فيروس الإيدز عندما يستفحل في جسم المريض يسبب له تلفاً في جهاز المناعة إذ تنهار لديه الوسائل الدفاعية التي استودعها الله الجسم لتدافع عنه الجراثيم التي تـهاجمه فإذا ما انـهارت وقع فريسة سهلة لكل الجراثيم فيصاب بالعديد من الأمراض التي تودي بحياته.

ولمعرفة كيف يحصل انـهيار المناعة في جسم المصاب لابد من ذكر أن هناك ذراعين للمناعة في الجسم يتمم كلاً منهما الآخر. وأن هناك نوعين رئيسين من الخلايا الليمفاوية نوعاً يتبع الذراع الأيمن ، وهي خلايا (T-cell) ، وتسمى الخلايا التائية ، ونوعاً يتبع الذراع الأيسر وهي الخلايا (B-cells) وتسمى الخلايا البائية.

الخلايا التائية (T-cells) عدة أنواع أهمها :

1-       الخلايا التائية المنشطة : وهي التي من وظيفتها تنشيط ومساعدة الخلايا البائية التي تنتج بأمر منها أجساماً مضادة تتولى الفتك بالميكروبات المهاجمة.

2-       الخلايا التائية المقيدة : وهي التي تضع حداً للنشاط الزائد عن الحاجة الذي يقوم به جهاز المناعة في بعض الأحيان وتكون نسبة الخلايا التائية المنشطة إلى الخلايا التائية المقيدة إلى الضعف في الأحوال الطبيعية للجسم.
الخلايا البائية (
B-cells) :

تختص بشكل رئيسي بصناعة الأجسام المضادة في الجسم في الجسم ، وهي عبارة عن قذائف خاصة لقتل الميكروبات المهاجمة وهذه الخلايا تعمل بأمر من الخلايا التائية المنشطة. والذي يحدث عند مريض الإيدز أن فيروس الإيدز يغزو الخلايا التائية المنشطة ويسيطر عليها ويستعملها لصالحه ويتضاعف داخلها لينتهي به الأمر إلى تفجيرها والانطلاق من داخلها بأعداد هائلة ليمارس كل فيروس منها الدور نفسه مع خلية جديدة ، وتحدث تطورات معقدة بالجهاز المناعي للمصاب تضعف الجهاز المناعي.

عند التعرض للعدوى بالفيروس يمر الشخص بست مراحل :

المرحلة الأولى :

فترة الحضانة " Incubation Period "، وقد يكون المريض معدياً بـهذه المرحلة. تمتد هذه المرحلة من 2-40 أسبوعاً.

المرحلة الثانية :

العدوى المبكرة "Early Infection "، حيث تبدأ الأجسام المضادة المبكرة
 (
Igm) في الظهور في الدم ، وهي تدل على عدوى حديثة. كذلك يظهر بروتين الفيروس (Ag) في الدم.

المرحلة الثالثة :

اختفاء البروتين (Ag) وظهور الأجسام المضادة المبكرة والمتأخرة (IgG-IgM)، ولاتظهر على المريض في هذه المرحلة أي علامات مرضية.

المرحلة الرابعة :

يستمر اختفاء الجزء البروتيني (Ag) من الدم ، ولكن يستمر وجود الأجسام المضادة المتأخرة فقط (SgG) لأنواع بروتينية مختلفة من الفيروس أهمها :

( Anti g pu 1(envelope) Anti 24 core
المرحلة الخامسة والسادسة :

يظهر ثانية الجزء البروتيني (Ag) في الدم ، ويستمر وجوده طويلاً ، وكذلك يستمر وجود الأجسام المضادة (Anti - env). أما الأخرى (Anti-core) فتختـفي ، وهنا تظهر العلامات المرضية على المصاب ، وتتدهور حالته الصحية بشكل خطير([17]).

الأعراض والعلامات للمرض

إن داء الإيدز يمكن أن يصيب كل فرد في المجتمع إذا تعرض لمصادر العدوى ، ونجد أن الإصابة بالإيدز تتفاوت من شخص لآخر فهناك من يقاوم المرض وهناك من يتعرض للعدوى ولايبدو عليه أية أعراض أو علامات.

وعلى ضوء ذلك يمكننا تقسيم أفراد المجتمع إلى ست مجموعات كالآتي :-

1-       الأشخاص غير المعرضين لخطر الإيدز : الكثير من الأشخاص نعتقد أن كل فرد يدخل في هذه المجموعة ، ولا ضير علينا إذا قمنا بمسح ميداني طبي على كل الأفراد بمعرفة خلوهم من الأجسام المضادة للإيدز عن ذلك علينا أن نطمئن الأفراد الذين ليست لهم نتائج موجبة بأنـهم بعيدون عن خطر الإيدز إذا استمروا في البعد عن مصادر العدوى. 

2-       الأشخاص قليلو التعرض لخطر الإيدز: هؤلاء هم الذين يتعرضون لخطر العدوى بفيروس الإيدز حسب طبيعة عملهم ويشمل ذلك الأطباء والممرضات وفني المختبر والعاملين في بنوك الدم ودور الرعاية الصحية والاجتماعية وغيرهم بالإضافة إلى أن كل شخص تلقى علاجاً بنقل الدم فهو معرض لخطر الإيدز وكل هؤلاء الأشخاص يجب أن يخضعوا للتحليل الطبي لاستبعاد عدوى الإيدز.

3-       الأشخاص كثيرو التعرض لخطر الإيدز: هناك بعض الحالات التي يكون فيها الفرد شديد التعرض لخطر الإيدز ويشمل ذلك الأشخاص الذين لهم علاقات جنسية مع الشاذين جنسياً ومرضى الهيموفيليا والمدمنين للمخدرات والذين تعرضوا للعدوى.

4-       الأشخاص الذين أصابـهم فيروس الإيدز: يكون الدم عند هؤلاء الأشخاص حاملاً لأجسام مضادة لفيروس الإيدز أو ظهرت عليهم أعراض أولية للمرض.

5-       الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة المتعلقة بالإيدز: يعاني هؤلاء المرضى من تضخم الغدد الليمفاوية والحمى ونقص الوزن والإسهال والفتور والعرق الليلي.

6-       الأشخاص الذين تمكن منهم داء الإيدز: هم الذين وصلوا إلى المراحل الأخيرة من المرض وانـهارت عندهم المناعة تماماً وأصبحوا يعانون من الأمراض الانتهازية كالالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وسرطان كابوسي وغير ذلك من المضاعفات الخطيرة ([18]).

 أعراض مرض الإيدز

أولاً : العامل المسبب :

تمكن الباحثان الأمريـكي (جالو) والفرنسـي (مونتانير) عام 1983م من اكتشاف العامل المسبب ، وهو عبارة عن حمى راشحة تبدي ولعاً خاصاً بخلايا الجهاز العصبي المركزي وخلايا الجهاز المناعي في جسم الإنسان فتهاجمها وتخربـها مما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية شديدة. وكذلك إلى انـهيار مقاومة البدن فيصبح فريسة سهلة للسرطان ، ومرض الإيدز بحاجة إلى معالجة ومراقبة مركزة فهم (المرضى) يمضون وقتاً طويلاً في المستشفيات ، فما أن يخرج أحدهم منه من بعد أن يتماثل للشفاء من مرض ما حتى يعود ثانية للمعالجة ؛ لذا فهم بين دخول وخروج لمدة تتراوح بين (3-10) سنوات تنتهي بالوفاة ([19]).

ثانياً : الأعراض :

ليس كل من أصيب بفيروس الإيدز تظهر عليه أعراض المرض وإن أصبح معدياً لغيره، ونسبة الذين تظهر عليهم أعراض مرض الإيدز قليلة جداً إذا ما قورنت بالذين لاتظهر عليه ، وخطورتـهم على المجتمع اقل بكثير من الذين لاتظهر عليهم أعراضه إذ يحترز الناس منهم ويتجنبونـهم إلى أبعد الحدود ، في حين أنـهم لايحترزون من الذين لاتظهر عليهم أعراضه ، وهؤلاء يستمرون في نشر المرض وسط المجتمع الذي يعيشون فيه دون تحفظ أو احتراز ([20]).يرى بعض العلماء تقسيم أعراض مرض الإيدز لما يأتي :

الأعراض الجسمانية :

- الإسهال :

يشكو كثيراً من ضحايا الإيدز من إسهال شديد، وقد يصحب هذا الإسهال بعض المغص وقد يصعب هذا الإسهال بعض المخاط والدم والآم شديدة.

2- الجهاز التنفسي :

تدور الاضطرابات في الجهاز التنفسي حول ضيف في التنفس وسعال شديد، وفي نفس الوقت يصابون بالتهاب رئوي جرثومي.

3- الجهاز العصبي :

وتشمل هذه الاضطرابات اضطرابات في الهضم أو المعرفة ونوبات صرح وفقد مؤقت للذاكرة.

4- الحمى :

ويقصد بالحمى الارتفاع في حرارة الجسم فوق 37هم ويعود سبب هذه الحمى إلى إحدى الأسباب التالية :

أ – الاخماج : أي الالتهابات الجرثومية.

ب- جرثومة السالمونيلا: التي تسبب داء التيفوئيد أو التهاب الإمعاء.

ج- الجرثومة السلية: التي تسبب داء السل.

د- الفطريات : التي تسب كثيراً من الاخماج.

5- الجهاز الهضمي :

تشمل اضطرابات في البلع وكثيراً ما يعود العسر في الهضم إلى فطر المبيضات وخلل في المعدة بسبب نقص الإنزيمات الهاضمة.

6- اضطرابات النظر :

يعود اضطرابات النظر في الإيدز إلى التهاب الشبكية والتهاب المشيمية في العينين وقد يتطور إلى العمى.

7- الآفات الجلدية :

ونعني بالآفات التغييرات الحاصلة في بنية الجلد ولونه، وتترامح هذه الآفات إلى تغير في لون الجلد فقد يأخذ الجلد اللون الزهري الباهت أو اللون البني الفاتح وتحصل انتفاخات في الجلد ونوعي في بعض المناطق.

2- الأعراض النفسية والعصبية :

ثبت أخيراً أن الفيروس المسبب لمرض الإيدز يصيب خلايا المخ وخلايا الجهاز العصبي، وبذلك يظهر على أعقابـها تغيرات في الشخصية وتصرفات غريبة ؛ وذلك نتيجة اختلال في القوة العقلية وإصابة مراكز المخ المسؤولة عن هذه التصرفات. كما يصاب المريض كذلك بكثرة النسيان وضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز ، كما يقوم بأداء بعض التصرفات غير اللائقة في وجود الآخرين وفي أماكن عامة.

ويفقد المصاب أيضاً الرغبة في العمل كما يفقد أيضاً القدرة الجنسية ، ويكون دائماً متبلد الشعور بارد الإحساس شارد الذهن لايـهتم بما يحيط به من أحداث ولايكترث بما حوله من الحوادث كما يظهر دائماً في حالة انطواء شديد على النفس. يفقد المريض الحكم الصحيح على تحديد الزمان أو المكان أو حتى الجهات الأصلية الأربعة (الشمال والشرق والغرب والجنوب).

في المراحل المتقدمة من المرض يصاب المريض بنوبات من الصرع واختلال في التوازن وارتباك شديد واضطراب في جميع وظائف الجسم ، وقد ينتهي بالدخول في غيبوبة ثم الوفاة ([21]).

سادساً : علاج داء الإيدز

الإيدز يتحدى الطب إذ لا علاج له ، يموت المصابون به أمام الأطباء ، ولايستطيعون عمل شيء لمساعدتـهم. وقد قال الدكتور "إدوارد براندت" الرجل الثاني في وزارة الصحة الأمريكية في معرض تقديمه لكتاب الإيدز الذي ألفه مجموعة من العلماء لهم باع طويل في موضوع الإيدز عام 1985م ،  ومنهم الذي اكتشف الإيدز نفسه حيث قال :

" إننا سنكون قصيري النظر إذا لم نتعلم من انتشار مرض الإيدز بـهذه الطريقة درساً عنوانه أن الإيدز خطر وأن العلم وحده لايكفي ".

يشتمل علاج الإيدز على عقاقير تستخدم لعلاج الالتهابات الانتهازية التي تصاحب الإيدز وعقاقير لإصلاح الجهاز المناعي في الجسم ، وعقاقير لإبادة فيروس الإيدز.

العقاقير المستخدمة لعلاج الأمراض الانتهازية

تختلف حسب نوع الالتهاب المصاحب للإيدز على النحو التالي :

1-       الالتهاب الرئوي الناتج عن الطفيليات يمكن علاجه بعقار "ترا يمثوبرم" و"سلفا مثا كزول". 

2-       داء المصورات الذيفانية (توكسوبلازما) يمكن القضاء عليه بعقار "السلفادايزين".

3-       داء المبيضات يمكن علاجه بعقار "نيستاتين"، وعقار أ مفتروسين (ب) وعقار "كتو كونازول".

4-       داء المستخفيات يمكن القضاء عليه بعقار أ مفتروسين (ب) وعقار فلوسيتوسين.

5-       داء الملأ البسيط والملأ النطاقي يمكن علاجه بعقار أسيكوفير.

6-       داء الدرن يمكن القضاء عليه بالعقاقير: ريفمباسين ـ إيثامبيتول ـ أيسونيازد.

 

2-  العقاقير المستخدمة لإصلاح الجهاز المناعي

نظراً لأن الخلل المناعي عند مرضى الإيدز يتمثل فقط في تحطيم الخلايا التائية فإنه من الممكن التغلب على الإيدز إذا تمكن الباحثون من زيادة عدد هذه الخلايا.

وقد توصل العلماء إلى مادة " الأنترلوكين(2)" التي لها القدرة على تنشيط الخلايا التائية ، كما أنه يمكن زرع نخاع العظم في المريض بعد نقله من شخص آخر سليم.

 

3- العقاقير المستخدمة لإبادة الفيروس

من أهم العقاقير هنا هو عقار "السورامين" المستخدم أيضاً لقتل بعض الطفيليات.

ويمكن القول إنه لم يتوفر حتى الآن العقار النوعي لعلاج الإيدز وإبادة فيروس الإيدز بصورة أكيدة وكل هذه المحاولات غير مجدية تماماً ([22]).

سابعاً : الإيدز مشكلة اقتصادية واجتماعية

الإيدز ليس مشكلة صحية فحسب ، وإنما هو أيضاً مشكلة اقتصادية خطيرة يثور حولها الكثير من الجدل حول الميزانيات المخصصة لعلاج مرض الإيدز فمن المعروف أن مريض الإيدز لايتكفل التأمين الصحي بعلاجه في الولايات المتحدة وبعد أن يستنفذ المريض كل ما لديه من مال فليس أمامه إلاَّ الدولة كي تصرف عليه وعلى علاجه ورعايته ، وبالطبع فإنه يفقد وظيفته وتنعدم إنتاجيته ، وخصوصاً إذا عرفنا أن معظم المصابين بمرض الإيدز من الشباب المنتج العامل ما بين سن 17 و 49 سنة ، ويمثلون نسبة تبلغ حوالي 92% من مرضى الإيدز.

ولكي نفهم الأبعاد الاقتصادية للإيدز سوف نذكر بعض الأرقام التي تصرف لعلاج الإيدز في السنة الواحدة. ففي مدينة نيويورك فإن تكاليف العلاج في المستشفى لمريض الإيدز للعناية به تتكلف حوالي 134 ألف دولار في السنة. وفي سان فرانسيسكو تتراوح تكاليف العلاج ما بين 32-50 ألف دولار.

وأما في إنجلترا فإن تكاليف العلاج تكون ما بين 30-50 ألف دولار ، وبالطبع فإن هذه الأرقام تمثل فقط تكاليف الإقامة والعلاج بالمستشفيات ، وذلك طبعاً غير تكاليف التوقف عن العمل ونقص الإنتاج وإعانات البطالة والخدمات الحكومية الأخرى.

في مقال بجريدة "النيويورك تايمز" في 9 يوليو 1978م أعلن ممثل الولاية أن الإيدز سوف يتكلف في المدينة وحدها (نيويورك) حوالي بليوني دولار في سنة 1991م ، حيث سيكون هناك خمسة آلاف مريض بالإيدز في مستشفيات نيويورك ، وإذا علمنا أن الميزانية المخصصة للصحة في نيويورك في عام 1988م تبلغ حوالي 385 مليون دولار فإننا يمكن أن نتخيل حجم المشكلة التي تواجهها هذه المدينة حسب هذه التقديرات حيث نحتاج إلى بليوني دولار لمصاريف العلاج فقط لمرضى الإيدز ([23]).

ولاشك أن مرض الإيدز لايؤثر فقط في المريض الذي يصاب به ولكنه يؤثر في المجتمع كله بشكل عام وهو في الحقيقة من الأمراض التي تسبب نتائج نفسية واجتماعية مدمرة.

وأسباب ذلك ترجع للآتي :-

1-       سبعون في المائة من الذين أصابـهم مرض الإيدز يموتون في خلال سنتين من ظهور أعراض المرض.

2-       لم يستطع العلماء حتى الآن الوصول إلى علاج حاسم لمرض الإيدز أو تطعيم للوقاية من الإصابة بعدواه.

3-       نسبة كبيرة من مرضى الإيدز الذين أصابـهم المرض في بداية ظهوره وخصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا. إما من الشواذ أو المزدوجين جنسياً  أو من مدمني المخدرات عن طريق الحقن أو من محترفات الدعارة وهم من الفئات غير المقبولة اجتماعياً.

4-       أكثر من تسعين في المائة من مرضى الإيدز يصيبهم المرض وهم في زهرة شبابـهم وفي قمة عطائهم وحيويتهم ما بين سـن العشرين والتاسعة والأربعين وحيث يكون الموت أبعد شيء عن تفكيرهم في تلك الفترة من حياتـهم.

5-       العدوى والأورام التي تنتج من الإصابة بمرض الإيدز وانـهيار الجهاز المناعي للإنسان تودي إلى تشوهات في الجسم مما يؤدي إلى نفور المحيطين بمريض الإيدز وخوفهم منه.

6-       فيروس الإيدز يـهاجم الجهاز العصبي المركزي ويسبب أعراضاً تتراوح ما بين النسيان حتى فقدان الذاكرة.

7-       العدوى الانتهازية التي تصيب مريض الإيدز من كل صنف من الميكروبات من بكتريا أو طفيليات أو فطريات أو فيروسات تجعل كل أجهزة الجسم المختلفة تعاني من شتى الأمراض والأعراض.

نشر في جريدة "الشرق الأوسط" الأربعاء 5/11/1997م تقرير من البنك الدولي بخصوص الإيدز يقول: أوصى التقرير أن تقوم الحكومات بجهود كبيرة وبأسرع وقت ممكن لمكافحة تفشي المرض عن طريق مراقبة العلاقات الجنسية غير المشروعة ولاسيما مع أكثر من شريك واحد ومراقبة أيضاً المدمنين على المخدرات الذين يستخدمون الإبر غير المعقمة.

وأشار التقرير إلى أن 23 مليون إنسان في العالم كله مصاب الآن بفيروس
"
HIV" حيث يزداد العدد صباح كل يوم بمقدار 8500 إصابة جديدة ، 90% منها تحصل في البلدان النامية حيث الموارد المالية لمكافحة المرض قليلة ([24]).

ثامناً : الوقاية من الإيدز

في المذكرة العلمية التي أصدرها الاتحاد العالمي لمكافحة الأمراض التناسلية جاء توضيح لأهم طرق الوقاية من الإيدز على النحو التالي :-

1-       علينا تجنب ما يجعلنا نلامس دم أو إفرازات المريض أو الأشخاص المعرضين للإصابة بالإيدز ، وهذا يشمل الجماع واستخدام المخدرات بالإبرة المشتركة ونقل الدم أثناء العمليات الجراحية والعلاج. وبناء على ذلك يجب على الرجال الشاذين جنسياً أن يغيروا من سلوك حياتـهم الجنسية الإباحية وعلى الأفراد المعرضين للإصابة بالإيدز عدم التبرع بدمـائهم تحت أي ظـرف من الظروف ، وعلى الأطباء ألاَّ يلجأوا لعمليات نقل الدم إلا تحت الظروف القصوى وأن يحرص رجال الصحة العامة على توعية المواطنين بعدم استخدام الحقن والإبر الملوثة والتي لم يتم تعقيمها جيداً.

2-       على أفراد الفريق الطبي الذي يعمل في المستشفيات والمراكز الصحيـة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى.

3-       عزل مريض الإيدز عن باقي المرضى في المستشفى ليس ضروريـاً ، وليس هناك أي جدوى من وضع مريض الإيدز مع مرضى آخرين لهم مناعة ناقصة أو يعانون من الإيدز.

4-       لابد من تطهير وتعقيم كل الأدوات والأجهزة التي استخدمت لجمـع إفرازات أو دماء مرضى الإيدز ؛ وذلك باستخدام التعقيم بواسطة الحرارة أو باستخدام مطهر الهيبوكلوريت 5.25% .

5-       العناية الصحية بعينات الدم أو مشتقاته عند التفكير في نقل الدم إلى المرضى الذين يحتاجون إليه. مثل مرضى الهيموفيليا ، وهذا يتطلب حفظ الدم في مكان بارد لمدة طويلة قبل نقله إلى المريض ثم الاهتمام بكل متطلبات التعقيم عند الشروع في تحضير الدم أو نقله إلى المريض ([25]).

تاسعاً : القتل البطيء

العقوبات البدنية التي تحيق بالإنسان وتقتله فوراً هي أقل تعذيباً لنفسـه من تلك التي تذيقه العذاب قبل أن تقتله ويفقد إحساسه كلياً بالموت ، والأمراض الجنسية من هذا النوع فهي بآلامها وعذابـها لجسم المصاب قبل أن تؤدي إلى موته تكون قد قتلته ببطء ألف مرة ([26]).

الإجراءات الوقائية من الإيدز للعاملين في مجال الطب :

1-       ارتداء القفازين وغسل اليدين عند التعامل مع كل ما يحفظ الضحايا وأخذ الحذر الكامل.

2-       ارتداء الثوب المهني المعقم.

3-       تجنب الاتصال المباشر مع الضحايا.

4-       وجود حفظ ونقل كل ما يخص هؤلاء الضحايا من أدوات وملابس وغيرها إلى أماكن خاصة بهم.

5-       ضرورة وضع الحقن والأدوات الحادة في أوعية خاصة لذلك ويشار إليها بأنها نفايات خاصة.

6-       وجوب عزل المريض في غرفة خاصة وعدم الاختلاط مع المرضى غير المصابين بالإيدز.

7-       ضرورة التنبيه للغرف التي يعيشون فيها.

8-       وضع حراسة على المرضى لكي لا يتمكنوا من الخروج ونشر المرض.

الفصل الرابع

 

                                              ·            الإسلام والإيدز : الحلول الإسلامية .

                                              ·            الإسلام هو الحل.

                                              ·            الإيدز عقوبة إلهية.

                                              ·            حكم الشريعة الإسلامية في الزنا واللواط.

                                              ·            حرب الكفار ضد الإسلام.

                                              ·            الإسلام والجنس.


 

الإسلام والإيدز

الحلول الإسلامية وموقف الإسلام ونظرة العلماء :

من جانب الحلول الإسلامية أشار أمين عام مجمع الفقه الإسلامي د/ محمد الحبيب بن خوجة بمبادرة وزارة الصحة الكويتية والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ومنظمة الصحة العالمية بتنظيم هذه الندوة ، وقال :

إن مرض الإيدز هو أعظم طاعون وأشد وباء قاتل ظهر منذ ثلاثة عشر عاماً ، ولايوجد له حتى الآن أي علاج وهو يحتاج بدون شك وفي المقام الأول لتعرية وكشف دراسة وتحليل ومكافحة ووقاية وتشريع وأحكام وجهود كبيرة متواصلة من العلماء والفقهاء من أجل إيجاد حلول إسلامية لمرضى الإيدز والتخفيف من بلواهم ورعاية أسرهم تركزت الأبحاث والمناقشات خلال هذه الندوة على أمرين رئيسين:

1-       الجوانب الطبية لمرض الإيدز من حيث أسبابه وطرق انتقاله وخطورته ([27]).

2-       الجوانب الفقهية وتشتمل على حكم عزل مريض الإيدز وحكم تعمد نقل العدوى وحقوق الزوجة المصابة وواجباتـها وحق الزوجة غير المصابة في طلب الطلاق وحق الزوج في المعاشرة ، واعتبار مرض الإيدز مرض الموت.

* توصيات الندوة :

بعد سلسلة من المناقشات والمداولات أصدر المشاركون في الندوة التوصيات التالية:

أولاً : عزل المريض

تؤكد المعلومات الطبية المتوافرة حالياً أن العدوى بفيروس الإيدز لاتحدث عن طريق "الملامسة أو التنفس أو الحشرات أو أدوات الطعام…إلخ". وعلى ذلك فإن عزل التلاميذ والعاملين المصابين ليس له ما يسوغه.

ثانياً : تعمد نقل العدوى

تعمد نقل العدوى بمرض الإيدز للشخص السليم بأية صورة من صور التعمد عمل محرم ، ويُعد من كبائر الذنوب والآثام. كما أنه يستوجب العقوبة الدنيوية وتتفاوت هذه العقوبة بقدر جسامة الفعل وأثره على الأفراد وتأثيره على المجتمع فإن كان قصد المتعمد إشاعة هذا المرض الخبيث في المجتمع فعمله هذا يعد نوعاً من الجرائم والإفساد في الأرض ويستوجب إحدى العقوبات المنصوص عليها في آية الحرابة. قال تعالى: )إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( ([28]).

وإن كان قصده من تعمد نقل العدوى إلى شخص معين بعينه ، وكانت طريقة النقل تصيب به غالباً ، وانتقلت العدوى وأدت إلى قتل المنقول إليه يعاقب بالقتل قصاصاً وإن لم يمت المنقول له عوقب المتعمد بالعقوبة التعزيرية المناسبة ، وعند حدوث الوفاة يكون من حق الورثة الدية ، وإذا لم تنتقل العدوى فإنه يعاقب عقوبة تعزيرية.

ثالثاً : إجهاض الأم المصابة بعدوى الإيدز

كانت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية قد عقدت ندوة حول الإنجاب في ضوء الإسلام توصلت في موضوع حكم الإجهاض إلى ما يلي :

" إن الجنين من بداية الحمل وإن حياته محترمة في كافة أدوارها خاصة نفخ الروح وأنه لايجوز العدوان عليها بالإسقاط إلا للضرورة الطبية القصوى ، وخالف بعض المشاركين فرأى جوازه قبل تمام الأربعين يوماً وخاصة عند وجود الأعذار".

وترى الندوة أن هذا الحكم ينطبق على الأم الحامل المصابة بعدوى الإيدز.

رابعاً : حضانة الأم المصابة بالإيدز لوليدها السليم وإرضاعه

‌أ-          لما كانت المعطيات الطبية الحاضرة تدل على أنه ليس هناك خطـر مؤكد من حضانة الأم المصابة بعدوى الإيدز لوليدها السليم.

‌ب-       لما كان احتمال عدوى الطفل السليم من أمه المصابة بعدوى الإيدز أثناء الرضاعة وارداً وإن كان ذلك قليلاً ، فنرفض حضانة الأم المصابة لوليدها السليم.

خامساً : حق السليم من الزوجين في طلب الفرقة من الزوج المصاب بعدوى الإيدز

سادساً : اعتبار مرض الإيدز مرض موت

لايعد مرض الإيدز مرض موت شرعاً إلاَّ إذا اكتملت أعراضه وأقعد المريض عن ممارسة الحياة العادية واتصل بالموت.

سابعاً : حق المعاشرة الزوجية

إذا كان أحد الزوجين مصاباً بالإيدز فإن لغير المصاب منهما أن يمتنع عن المعاشرة الجنسية.

وقد وجهت بعض التوصيات العامة منها :

1-       على الجهات الرسمية والشعبية العمل على توعية أفراد المجتمع بخطورة مرض الإيدز.

2-       ينبغي إدخال التربية الدينية في المناهج المدرسية لجميع المستويات التعليمية.

3-       من أجل حماية الشباب من الانحراف الجنسي ينبغي تشجيع الزواج المبكر وإزالة العقبات التي تسبب تأخير الزواج.

4-       من حق مريض الإيدز أن يحصل على العلاج والرعاية الصحية التي تتطلبها حالته الصحية.

5-       تدعو الندوة إلى تطبيق الشريعة التي هي عصمة الأمة الإسلامية من مثل هذه الأمراض والآفات التي تفتك بالجماعات والأفراد.

6-       لوسائل الإعلام دور هام في توعية الناس بمخاطر الإيدز وسبل الوقاية منه ولاسيما في الحض على العفة. كما أن عليها أن تتجنب عرض كل ما من شأنه إثارة الغرائز والإغراء بالرذيلة وعلى الجهات الرسمية توفير الكواشف الضرورية لتشخيص الإصابة بعدوى الإيدز على أوسع نطاق لما للكشف  المبكر من أثر فعال في الوقاية من انتشار المرض.

تناشد الندوة جميع المتدينين والعقلاء في كل أنحاء العالم أن يضموا صفوفهم وجهودهم إلى المسلمين في دعوتـهم إلى العفة ومحاربة جميع سبل الاتصال الجنسي خارج إطار الزواج الشرعي ([29]).

وقد أكد أساتذة الطب أن الالتزام بالتعاليم الإسلامية أفضل وسيلة للوقاية من أمراض العصر وفي مقدمتها "الإيدز" والفيروسات الكبدية الفتاكة والفشل الكلوي والأمراض المعدية.

وحذر الأطباء العرب والأجانب الذين شاركوا في المؤتمر الدولي الثاني لأمراض الكبد الذي عقد بالقاهرة من الإهمال في الرقابة على عيادات الأسنان وعدم الالتزام بالإرشادات الطبية اللازمة لتجنب نقل العدوى وأيضاً إهمال الرقابة على المطاعم والباعة الجائلين وعمليات نقل الدم داخل المستشفيات والمراكز الطبية وأكدوا أن هذه الظواهر السلبية التي تنتشر في العديد من الدول العربية وراء ارتفـاع معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة ([30]).

آخر التطورات بشأن الإيدز على الساحة العاليمة

الإيدز.. قضية أمنية لأول  مرة
اقترح المندوب الأمريكي هولبروك قرارا يجعل من الإيدز قضية أمنية دولية لأول مرة،بطرحه أمام مجلس الأمن.
[31]
يوليو 19, 2000 تمام الساعة 08:12 ص
نيويوركرويترز) أيد مجلس الأمن الدولي بالإجماع الاثنين شن حملة توعية بين قوات حفظ السلام لتجنب الإصابة بمرض الإيدز أو فيروس "اتش.اي.في" المسبب له أثناء أداء مهامها الدولية.

إلا أن مندوبي عدة دول فقيرة قالوا أن سبل الوقاية من مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسب) لن تغني عن ضرورة توفير أدوية رخيصة وتمويل حملة لتطوير لقاح واق.

والقرار الذي اقترحه المندوب الأمريكي ريتشارد هولبروك يجعل من الإيدز قضية أمنية دولية لأول مرة بطرحه أمام مجلس الأمن، وتتعامل عدة هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة مع فيروس الإيدز كقضية صحية.
" الإسلام هو الحل "

* فشل العلاجات الوضعية ولا حلّ إلا بالإسلام

العلاج الناجح لهذه المشكلة ومثيلاتـها هي إبطال القوانين التي تحمي الشذوذ وتشجع عليه والعودة بالناس إلى الفطرة السليمة والتعلق بـهدي الله تعالى الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وشرع له شرائع تنظر إليه نظرة شمولية وتتعامل به بكل جزئيات حياته وتضع له حلاً جذرياً. ولقد تخبطت القوانين الوضعية كثيراً في تعليماتـها لإيقاف هذا الانـهيار الاجتماعي وعجزت كل الجهود التي بذلت للسيطرة على هذا المرض أو الحد من انتشاره وقد باءت بالفشل الذريع.

وفي السابق لم تفلح الحكومات الأوربية في القضاء على الزنا عندما طبقت كل دولة من الحلول ما رأته مناسباً لها. فلجأ بعضها إلى القوة وأغلق المواطير وبيوت الدعارة ، ومع ذلك ازداد الأمر سوءاً ؛ إذ أصبحت البيوت العادية والكنائس تودي الدور نفسه. كما لجأ البعض الآخر إلى قتل المومسات وتشريدهن فتحولن إلى بغايا متجولات.

وفي الوقت الحاضر تصدت الدول متكاتفة لحل مشكلة الإيدز فسخرت طاقاتـها العلمية وقدمت الأموال الطائلة واستخدمت خبرة الأخصائيين ، ولكن دون جدوى.

وستبوء محاولاتـها بالفشل سواء عملت منفردة أم مجتمعة ، ولن تُحل المشكلة حتى توقن البشرية أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، والقرآن يردد على سمع الزمان. قال تعالى: )استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير( ([32]).

إن الله I زود الإنسان بما يسعده في الدنيا والآخرة على أيدي رسل وأنبياء بعثهم تبارك وتعالى على مر الزمان كان آخرهم وخاتمهم محمداً رسول الله r بما حمله للبشرية من رسالة صلحت لكل زمان ومكان ، وهدي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعلى هدي هذه الرسالة الإلهية نتلمس الحلّ الجذري للبشرية المعذبة اليوم بـهذا الوباء الوبيل وبغيره من الأوبئة وتضع التشريعات المبنية على العقيدة لاقتلاع الداء من جذوره فهي :

1-       تحث على الزواج وتيسره.

2-       تحرم فعل الفاحشة والإباحية.

3-       تحرم المخدرات ([33]).

قال تعالى:

)سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون( ([34]). وهكذا تحث الشريعة الإسلامية على اتباع الفضيلة والبعد عن الرذيلة.

قال رسول الله r: " ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعملوا بـها إلاَّ ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ".[35]

وقال تعالى: )ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً( ([36]).

الإيدز عقوبة إلهية

إن الطب الإسلامي يختلف عن الطب الحديث في عدة نقاط فهو يرتكز على الإيمان والأخلاقيات السماوية ، وهو طب رائد ومتميز على أشكال فنـون الشفـاء الأخرى ، كما أنه طب شامل يهتم بالجسد والروح ويهتم بالفرد والمجتمع ، وهو طب يحاول الاستفادة من كل مصادره الغامضة ويقدم خدماته للبشرية جميعاً ، وهو أيضاً طب علمي ([37]).

ولما كانت جريمة الزنا عظيمة عند الله U ومخالفة لفطرة الله التي فطر الناس عليها ولما تسببه من أخطار جسام منها ما هو دنيوي ، ومنها ما هو أخروي فأصبح لهذا العمل عدة بشارات أذكر منها ([38]).

1- عظم ذنب استحلال الزنا :

لاشك أن ما أخبرنا به النبي r من الأمور المستقبلية الغيبية حق وصدق لابد من وقوعه وحصوله ؛ فأخبر أن أناساً من أمته سيستحلون الزنا وغيره وأن الله تعالى سينـزل عليهم عذابه. 

- عظم ذنب الزنا :

قال تعالى: )ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً( ([39]). قال ابن كثير رحمه الله في هذه الآية : إنه تعالى نـهى عباده عن الزنا ، وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه، والزنا ذنب عظيم وساء طريقه ومسلكه ([40]). وقال ابن القيم : مفسدة الزنا أعظم المفاسد.

3- رفع الإيمان عن الزاني :

خطر الزنا كبير وعاقبته وخيمة وعقوبته عظيمة ، ومنها أنه ينتفي عنه الإيمان حين زناه. قال رسول الله r: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" ([41])؛ فسلبه اسم الإيمان المطلق وإن لم يسلب عنه مطلق الإيمان.

4- حلول عذاب الله تعالى بالزاني :

إن انتشار الزنا وظهوره سبب من الأسباب الموقعة لعذاب الله تعالى ، وكيف وهذا الزاني قد بارز الله تعالى وتحداه بعصيانه لأوامره سبحانه ، فكيف يأمن من ظهر فيهم الزنا أن يبقوا في مأمن من عذاب الله تعالى وعقوبته. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي r قال: "إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله"([42])

5- عذاب الزناة :

يعذب الله تعالى كل عاصٍ على قدر معصيته إلاَّ من غفر له ذنبه ، ولما كـان الزنا ذنباً عظيماً وجرماً كبيراً كان عذابه عظيماً. قال تعالى: )والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلاَّ بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلاَّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتـهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً( ([43]).

تدل هذه الآيات على جرم الزنا وأنه كبيرة ، ووضع في الآية الأخيرة الحلّ وهو التوبة.

- كثرة الأمراض التي لم تكن من قبل فشوّه : 

الزنا ما حرمه الله إلاَّ لكونه ضاراً بالعباد ، ومن ذلك أنه إذا فشا فيهم الطاعون والأمراض التي لم تكن من قبل. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله r فقال: " يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بـهن ـ وأعوذ بالله أن تدركوهن ـ لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بـها إلاَّ فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا…"([44])

وقد تحقق هذا الوعد فنتجت بسبب تفشي الزنا أمراض لم تكن من قبل ، ظهر السيلان ثم الهربس ، وأخيراً مرض الإيدز الذي فتك بكثير من البشر. فهل يليق بعاقل أن يقدم على ما فيه هلاكه وخسارته في دنياه وآخرته ؟

7- الإسلام والشذوذ الجنسي :

أجمع المسلمون على أن اللواط من الكبائر التي حرمها الله تعالى ، قال تعالى:
 
)أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ([45]). وقال تعالى: )والذين هم لفروجهم حافظون * إلاَّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانـهم فإنـهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون( ([46]).

وقال النبي r: "أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط". ولعن من فعل فعلهم ثلاثاً ، فقال : " لعن الله من عمل عمل قوم لوط. لعن الله من عمل عمل قوم لوط. لعن الله من عمل عمل قوم لوط"([47]). وقال r: "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به"([48])

* حكم الشريعة الإسلامية في الزنا واللواط

أولاً : الزنا

حرمت الشريعة الإسلامية الزنا وجعلته من الكبائر ، وحدد الشرع عقوبة للزاني ؛ وذلك حسب ما يوافقه من الحد ، فالزاني واحد من اثنين (سواء كان ذكراً أو أنثى).

1- الزاني المحصن (المتزوج): وهو الزاني الذي غيب ذكره (فرجه) في نكاح صحيح.

وعقوبته : الرجم حتى الموت.

الدليل : كان فيما نسخ من القرآن الكريم: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله). وقد نسخت الآية الكريمة وبقي حكمها.

ومن السنة أنه r رجم ماعز والغامدية حين زنيا.

2- الزاني غير المحصن (غير المتزوج): وهو الزاني الذي لم يغيب فرجه في نكاح صحيح.

وعقوبته : الجلد مائة جلدة ، ويغرب عاماً بعيداً عن بلده.

 الدليل: قوله تعالى: )الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدة(([49]).

ثانياً : اللواط

لعلماء المسلمين مذاهب في حكم اللواط :

1- المذهب الأول: الحد فيه القتل ولو كان بكراً للفاعل والمفعول به (شريطة موافقة الطرفين على الفعلة).

استدل أصحاب الرأي الأول بحديث عكرمة عن ابن عباس : " من وجد تموة يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به "([50]).

2- المذهب الثاني: حدّه حدّ الزاني فيجلد البكر ويغرب ويرجم المحصن.

واستدلوا بما يأتي : إن هذا الفعل نوع من أنواع الزنى لأنه إيلاج فرج في فرج فيكون الفاعل والمفعول به داخلين تحت عموم الأدلة الواردة في الزاني المحصن والبكر ، ويؤيد هذا حديث رسول الله r: " حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يباشر الرجل الرجل ولا المرأة المرأة" ([51]).  

3-  المذهب الثالث: ذهب أبو حنيفة والمؤيد بالله والمرتضى والشافعي في قول إلى تعزير مرتكب هذه الفاحشة ؛ لأن الفعل ليس بزنى فلا يأخذ حكمه هذا.

وقد رجح الشوكاني مذهب القائلين بالقتل ، وضعف المذهب الأخير لمخالفته للأدلة وناقش المذهب الثاني فقال :

" إن الأدلة الواردة بقتل الفاعل والمفعول به مطلقاً مخصصة لعموم أدلة الزنى  الفارقة بين البكر والثيب على فرض شمولها المرتكب جريمة قوم لوط ومبطلة للقياس المذكور على فرض عدم الشمول لأنه يصير فاسد الاعتبار كما تقرر في الأصول أنه لا قياس مع النص "([52]).

* حرب الكفار ضد المسلمين بنشر الإيدز:

أشارت جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 19/11/1420هـ تحت عنوان : " ليبيا تحاكم 6 بلغار بتهمة نشر الإيدز ".

ـ صوفيا ـ علي طالب : من المقرر أن تبدأ الاثنين المقبل محاكمة ستة بلغار في ليبيا في إطار قضية تفشي مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في مستشفى للأطفال ببنغازي ، واستدعت صوفيا سفيرها في طرابلس على عجل للتشاور وكلفته "مهمة خاصة"، حسبما أكدت الخارجية البلغارية. وقد غادر سفير بلغاريا لدى ليبيا "ليودميل سباسوف" صوفيا أمس عائداً إلى مقر عمله في طرابلس ، وحسب  متحدث باسم الخارجية البلغارية كلف السفير "مهمة خاصة" لدى السلطات الليبية ، وأعرب المتحدث عن أمله في "ألاتسيس القضية" وأن تحل عاجلاً ، مضيفاً أن  الجهود تنصب حالياً على تعيين محام ليـبي للدفاع عن المتهمين الستة وهم طبيب وخمس ممرضات([53]).

وأشارت بعض المصادر أن مجموعة من الشباب اليهود القادمين من إسرائيل للسياحة في الأردن قد عملوا على نشر الإيدز بين الأردنيين من خلال ممارسة الزنا.

كما أشارت أيضاً إلى أن بعض الشباب الإسرائليين مارسوا اللواط في مصـر من أجل نشر مرض الإيدز.

مقابلات صحفية مع بعض  مصابى الإيدز :

جرت جريدة الوطن لقاءات مع بعض اسر وضحايا الايدز في السعودية نشرتها في عددها 13/3/ 2001
والحقيقة ان هذه مآسي الاهمال والبعد عن الله عز وجل وردا على من يريد حياة التحرر والفساد,ويرفض مانحن فيه من التزام بشرع الله الذي فيه خير وسلامة المجتمع0
الى هذه اللقاءات ومافيها من حسرات وندم -حينها لا ينفع الندم
 أم جلال (37سنة)

مواطنة سعودية، وزوجة لأحد المصابين بالمرض تقول عن ظروفها وظروف زوجها: " علم زوجي بالمرض بعد أن أصيب به بفترة وجيزة، الأمر الذي جعلني آخذ الاحتياطات لكي لا تنتقل لي العدوى على الرغم من أنني مازلت مواصلة على عمل التحاليل إلى الآن للاطمئنان. وأنا مؤمنة بقضاء الله ومقدرة لما بداخل زوجي من مشاعر ندم وانكسار واضحين، وإذا كان الله يقبل التوبة فكيف لا أقبلها أنا؟".
ولذلك، أحاول أن أجعل حياته شبه طبيعية غير أنني حرمت من الأطفال وهو كذلك، وليس لدينا غير ابن واحد، والحمد لله. ولم يخبر زوجي أيا من أهله بمرضه حتى أخوته وأمه، بل احتفظ بالسر حتى لا يشعر بأي نبذ من المجتمع لأن هذا المرض وصمة عار في مجتمعنا.
وعن إعالته تقول: " ما زال زوجي يقوم بعمله بشكل شبه طبيعي مع أخذه كافة الاحتياطات، إلا أنه شعر مؤخرا بوعكة صحية، وهو يحاول أن يطلب تقاعدا مبكرا من وظيفته، وأنا أعمل سكرتيرة في إحدى الشركات، و لا بأس بحالتنا المادية
ولم تتمكن (الوطن) من الالتقاء بالمصاب شخصيا لحرصه و زوجته على السرية والتكتم، لأنهما أهم من العلاج، كما قالت الزوجة
فزع الأهل أشد من الإصابة
 الشاب السعودي والبالغ من العمر 35 سنة،

 فقد انتقلت إليه العدوى من ممارسات خاطئة في الخارج، فتحطمت معنوياته بعد أن علم بالحقيقة. وكان قد أصيب بالمرض منذ سنة تقريبا، وقام بإجراء تحليل دم. وأكدت التحاليل إصابته بالمرض، فكان رد فعله الأول هو الفجيعة التي يكون الفرد فيها غير مصدق. لهذا، فقد طالب بإعادة التحليل مرات عدة، وتأكد من الحقيقة، فبدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التساؤل: " لم أنا بالذات؟"، ومنها تبدأ حالة الاكتئاب والعزلة النفسية، فاعتزل أصدقاءه وأهله، وطلق زوجته دون أن يخبرها بالسبب إلا أنه كتم الأمر لمدة قصيرة، ثم أخبر أخويه ومن ثم والده.
وكان أشد ما يزعجه هو فزع أهله وحرصهم الواضح على بعض الأمور، التي لا تسبب العدوى. ويتبين ذلك من عزلهم له في أدوات الأكل والشرب والمبيت حتى إنه يقضي معظم وقته في غرفته لشعوره بأنه غير مرغوب في وجوده لدرجة أن تنفسه في الغرفة الواحدة يضايقهم
انتحر داخل مصحة نفسية
وأوضح أحد الأطباء النفسيين في أحد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة أنه كانت هناك حالة مريض سعودي من الحالات، التي أصيبت بالاكتئاب نتيجة إصابته بالإيدز إلا أن الإصابة كانت من أسباب متعددة.. فقد نقلت إليه العدوى من خارج المملكة. وأقدم المريض على الانتحار بعد إصابته بالاكتئاب الحاد عندما وجد نفسه معزولا ممن حوله (أهله وذويه). وكان عمره عند وفاته 32 سنة.
الإدمان بالهيروين والإيدز:
المريض (م. ر. د) سعودي الجنسية، 34 سنة،:

 أصيب بالمرض منذ خمس سنوات، واقترف أخطاء سلوكية وجرائم أدت به إلى السجن.
تقول أسرته إنها لا تعلم عن ابنها شيئا منذ خمس سنوات، أي منذ إصابته بالمرض.
ولإدمان المخدرات علاقة وثيقة بالإصابة بمرض الإيدز أو ما يسمى بفقد المناعة المكتسبة حيث يتم انتقال العدوى بالفيروس بسبب تعاطي المدمن الهيروين بالإبر، التي يستعملها مريض آخر مصاب بالإيدز.
ويذكر (ع. ن.. 27 سنة):

 طريقة انتقال المرض إليه فيقول: " كنا نجلس أنا وأصدقاء السوء في أحد الشاليهات لتعاطى الهيروين بواسطة الحقن. ولم نكن نعلم أن أحدنا مصاب بالإيدز، فبعد أن حقن نفسه بنصف ما تحويه الإبرة قدمها لي فحقنت نفسي بالمتبقي منها، وبعد فترة علمت أن الشخص مصاب بالمرض فسارعت بإجراء تحليل أثبت أني حامل للمرض.
وحاليا، أعالج من الإدمان غير أني يائس من الحياة بسبب هذا المرض، وأنتظر معجزة، وهي أن يكتشف دواء أو علاج لهذا المر
خسرت خطيبتي وعملي
أما الشاب (ر. ف.. 33 سنة):

 فقد أصيب بالمرض، ويعالج في إحدى المصحات الخاصة لزيادة الاحتياطات وضمان السرية. وعن حالته يقول: " كنت مدللا بين أهلي، وأسافر كثيرا، ولي علاقاتي في الخارج، ولا أعلم أي منها وراء إصابتي بالمرض. وعندما تقدمت لوظيفة طلبوا مني الكشف الطبي كإجراء أساسي لقبولي، وكنت واثقا من صحتي إلا أنني فوجئت بأن نتيجة التحاليل أكدت إصابتي بالإيدز ، ويواصل حديثه قائلا: " اسودت الدنيا في عيني، وتغيرت طريقة تعامل أهلي معي بعد أن علموا بالحقيقة المرة. وكنت في البداية قد امتنعت عن إطلاع أحد على سري، ولكن أمي عرفت من شدة احتياطاتي، وكثرة فحوصي المتكررة. كما عرف أبي وأفراد أسرتي".
وحول كيفية حياته قبل وبعد اكتشاف المرض، قال: " لقد تغيرت حياتي بشكل كلي.. حيث انفصلت خطيبتي عني. و بالطبع، لم أقبل في الوظيفة، وأنا الآن عاطل، وأنام طوال اليوم. ولا أحب الخروج من غرفتي لشعوري بنظرات الفزع في أعين أخواتي على أبنائهن و أخواني على أنفسهم على الرغم من أنى آخذ جميع الاحتياطات، واستخدم الأدوات الخاصة بي، وبعد أن استخدمها أغسلها بمطهر، كما أحرص على ألا أصاب بأي جرح يسبب نزف دم من جسمي لأن دمي ملوث بالفيروس".
أجمعت آراء الأطباء واختصاصيي الأمراض النفسية والاختصاصيين الاجتماعيين على أن حالة أسر ضحايا مرض الإيدز وحياتهم تتراوح ما بين مأساتين متضادتين في الوقت ذاته.. الأولى مأساة بسبب معاناة ابنهم، الذي تحدد عمره وهو يصارع مصيره الحتمي، و المأساة الأخرى تتمثل في فزعهم من العدوى وحرصهم على أخذ الاحتياطات، في الوقت الذي يكونون فيه مقيدين بعدم جرح مشاعر ابنهم المريض.. إلا أن محاولاتهم تصطدم بضرورة وضوح تلك الاحتياطات.

الإسلام والجنس

إنه ابتداء جاء للإنسان من رب الإنسان استخلفه الأرض وكلفه عمارتـها ،  وبين له السبيل إلى ذلك. خاطب فيه العقل والروح معاً وأشبعهما معاً حتى لا يعيش التناقض فلم يترك للعقل أن ينمو على حساب الروح أو العكس. وبذا ارتقى به أن يهبط إلى مرتبة الحيوان فشرع له الزواج سبيلاً لإشباع غريزته الجنسية ، وطريقاً لبناء الأسرة التي يحن إليها والبيت الذي يأوي إليه ووسيلة لحفظ النوع الذي تستمر معه عمارة الأرض وجنبه التصادم مع نفسه بأن أوجب عليه الزواج وحرم عليه الرهبانية والحرمان.

هذا الموقف العدل الوسط للإسلام بين جنون انطلاق الشهوة وفوضى الممارسة الجنسية وبين الكبت والحرمان أسعد الفرد بالتالي وأسعد البشرية وحفظ استمرار النوع الإنساني وعمارة الأرض بانسجام كامل بين الإنسان ونفسه وبينه وبين الكون ومن حوله. فنظرته إلى الجنس نظرة شمولية تستند إلى الإحاطة الكاملة بطبيعة الإنسان وتركيبه الفسيولوجي والنفسي وتـهدف إلى تحقيق التوازن والانسجام في إشباعها فلم يسمح باختزان الطاقة الجنسية للفرد مدى الحياة لأن ذلك مغاير لها ولا تستقيم بدونـها لا بل أمر باستخراجها لذة ومتعة ، إلاَّ أنه لم يقصر استخراجها على هذا الهدف وحده بل قصد إلى جانب ذلك بناء الأسرة وتوطيد أواصر المودة والرحمـة بين الرجل والمرأة والبنت والولد والأم والأب وذويهما لتكون الأسرة موطن الراحة والاستقرار ومصنع الأجيال ثم استمرار النوع وتكاثر النسل وعمارة الأرض. وفوق ذلك جعل في استخراجها وممارسة الجنس ابتغاء العفة وإنجاب الولد عبادة مأجورة، وفي ذلك يقول النبي r: "….وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا : أيأتي أحدنا شهوته يا رسول الله ويكون له فيها أجر؟ قال : أليس إن وضعها في حرام كان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر". وهكذا حث الإسلام على الزواج([54]). وقد تحدث عن هذا الموضوع الشيخ سعيد بن مسفر أنه نتيجة لمعصية الله تعالى ، قال الله تعالى: )ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً( ([55]). فمن أعرض عن الله تعالى خسر في الدنيا والآخرة فكانت الأمراض الخبيثة نتيجة للزنا الذي حذر الله تعالى منه ؛ لما له من أضرار على الفرد والجماعة حيث كثرت الأمراض الجنسية التي من نتاج الزنا كالإيدز والهربس وغيرهما ، والتي أدت إلى هلاك كثير ممن عصوا أوامر الله واتبعوا الضلال والشيطان في تحقيق شهواتـهم المحرمة التي أدت إلى هلاكهم. كما وضح الشيخ أن الناس يبتعدون عنه ويتخلون عنه كي لايصيبهم بالعار أو يعديـهم بمرضه فهذا جزاؤه في الدنيا، فكيف بجزائه عند لقاء رب العالمين ([56]).

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 
الخاتمة

قال تعالى

((وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)) (الزخرف:76)

الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ومنّ علينا بهذا الدين الذي لم يترك لنا صغيرة ولا كبيرة إلا وضحها لنا ، وحضنا على اجتناب المحارم وعدم ارتياد المعاصي صوناً لأنفسنا وحماية لأرواحنا قبل أي شيء آخر.واليوم ها هو العالم يكتشف زيف رأيه وإباحيته من خلال انتشار هذا المرض الخبيث الإيدز ،، وياليته  أيقن بعدالة الإسلام وحرصه على صون الروح والجسم والعقل معاً ، وكل  هذا لا يتأتى إلا من خلال البعد عن ما حرم الله .

قال تعالى:

((الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة:5)

و قال تعالى :  (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)

فهل نقبل دعوة الطيبات.

اللهم ارحمنا وأبعد شر هذا المرض الخبيث وعن المسلمين أجمعين

وصلى الله على محمد وآله وسلم

مراجع البحث

1-       القرآن الكريم.

2-       الإيدز حصاد الشذوذ ـ د/ عبدالحميد القضاة. دار ابن قدامى للطباعة ـ القاهرة 1986م.

3-       داء الإيدز والأمراض التناسلية ـ البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر. دار  النفائس ـ بيروت 1993م.

4-       نقص المناعة المكتسب (الإيدز) ـ د/ حرب عطا الهرفي ـ الطبعة الثالثة 1407هـ.

5-       غضب الله تعالى يلاحق المتمردين على الفطرة ـ المؤلف: فؤاد بن سيد عبدالرحمن الرفاعي. بيانات نشر الكويت ـ مكتبة الصحابة الإسلامية ص1-108.

6-       الأمراض السرية والهاوية الجنسية عقاب ودمار وهلاك ـ د/ محمد كمال عبدالعزيز ـ مكتبة ابن سينا.

7-       مرض الإيدز عدوان من البشر أم عقاب من القدر ـ المشاركون ـ عدنان خباز (مراجع) ـ طارق مصطفى عبادة (مترجم). بيانات نشر الدوحة ـ دار الثقافة 1406هـ ـ 1986م ص1-94.

8-       الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ـ د/ عبدالحميد القضاة. بيان نشر ـ الرياض ، عالم الكتب 1406هـ ـ 1986م ص1-169 ـ الطبعة الثانية.

9-       الالتزام بالتعاليم الإسلامية وقاية من أمراض العصر ـ مجلة الاقتصاد الإسلامي ص79-80.

10-   الطب الإسلامي تراث عظيم تناول الوقاية والعلاج ـ المؤلف محمد الخطيب ـ المصدر ـ الهداية ـ البحرين ـ العدد 163 ـ رمضان 1411هـ ـ أبريل 1991م ص40-44.

11-   بشرى للزناة ـ أبو محمد إسماعيل بن مرشود الرميح. الطبعة الأولى 1414هـ.

12-   إيدز الخطر القادم والوباء الذي لا علاج له ـ مجلة الحرس الوطني ـ أكتوبر
 1986م.

13-   رسالة الجامعة ـ د/ طلال بكير. الاثنين 16/6/1414هـ ـ العدد 519.

14-   رؤية إسلامية للمشاكل الاجتماعية لمرضى الإيدز ـ المصدر: الوعي الإسلامي ـ العدد 336. شعبان 1414هـ ـ يناير 1994م. ص32-34.

15-   لاتدع نفسـك فريسـة الإيـدز ـ إحدى نشـرات مستشفـى الأمـل ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية.

16-   مجلة الأمة 1406هـ ـ العدد 109.

17-   مجلة الجندي المسلم ـ العدد 428 عام 1415هـ.

18-   مجلة نيو إنجلاند الطبية البريطانية ـ عام 1985م ـ العدد 351.

19-   جريدة الشرق الأوسط ـ نوفمبر 1985م.

20-   سنن ابن ماجه ـ الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني ـ الجزء الثاني.

21-   تفسير ابن كثير ـ الحافظ ابن كثير 3/38.

22-   شريط "الحذر من أضرار الزنا" ـ الشيخ/ سعيد بن مسفر.

23-   جريدة الشرق الأوسط 19/11/1420هـ.

 

الفهرس

رقم الصفحة

المـــوضـوع

1

المقدمة

1

2-11

الفصل الأول

2

3

تعريف الإيدز

*

6

طبيعة فيروس الإيدز

*

7

فترة حضانة فيروس الإيدز

*

8

مصدر فيروس الإيدز

*

12-25

الفصل الثاني

3

13

طرق العدوى

*

17

طرق لاينتقل بواسطتها فيروس الإيدز

*

19

أطوار المرض

*

22

الأعراض والعلامات للمرض

*

26-35

الفصل الثالث

4

27

خصائص وصفات الإيدز

*

36-49

الفصل الرابع

5

37

الإسلام والإيدز ـ الحلول الإسلامية

*

41

الإسلام هو الحلّ

*

42

الإيدز عقوبة إلهية

*

46

حكم الشريعة الإسلامية في الزنا واللواط

*

47

حرب الكفار ضد الإسلام

*

48

الإسلام والجنس

*

52

الخاتـمـة

*

53

مراجع البحث

*

 

 

 

 


 

([1]) الإيدز حصاد الشذوذ ، د. عبدالحميد القضاة، دار ابن قدامى للطباعة، القاهرة 1986م، ص19.

 

([2]) داء الإيدز والأمراض التناسلية، البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر، دار النفائس، بيروت 1993م.

([3]) جريدة الشرق الأوسط ـ نوفمبر 1985م.

([4]) مجلة نيو إنجلاند الطبية البريطانية ـ عام 1985م.

([5]) مرجع سابق ص17 ، ص20ـ البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر.

([6]) سورة طه ـ آية 124 . 

([7])  نقص المناعة المكتسب "الإيدز" ـ حرب عطا ـ ص25. الطبعة الثالثة سنة 1407هـ.

([8]) غضب الله يلاحق المتمردين على الفطرة ـ فؤاد سيد رفاعي. ص621.

([9]) الأمراض السرية والهاوية الجنسية عقاب ودمار وهلاك ـ د/ محمد كمال عبدالعزيز. مكتبة ابن سينا.

([10]) مرض الإيدز عدوان من البشر أم عقاب من القدر. لعدنان خباز وطارق مصطفى عبادة. ص2.

([11]) الأمراض السرية والهاوية الجنسية عقاب ودمار وهلاك ـ د/ محمد كمال عبدالعزيز. مكتبة ابن سينا.

([12]) الإيدز حصاد الشذوذ ـ د/ عبدالحميد القضاة. دار ابن قدامى للطباعة ـ القاهرة 1986م. ص31-33.

([13]) مجلة الجندي المسلم.

([14]) كتاب غضب الله تعالى ـ د/ فؤاد الرفاعي.

([15]) نقص المناعة المكتسب "الإيدز" ـ د/ حرب عطا. ص56 .

([16]) مجلة الحرس الوطني. إيدز الخطر القادم والوباء الذي لا علاج له"ـ أكتوبر 1986م.

([17]) رسالة الجامعة. د/ طلال بكير. العدد 519. الاثنين 16/6/1414هـ. 

([18]) داء الإيدز والأمراض التناسلية ـ البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر. دار النفائس ـ بيروت 1993م. 

([19]) لاتدع نفسك فريسة الإيدز ـ إحدى نشرات مستشفى الأمل.

([20]) مجلة الأمة 1406هـ.

([21]) الأمراض السرية والهاوية الجنسية عقاب ودمار وهلاك ـ د/ محمد كمال عبدالعزيز. مكتبة ابن سينا.

([22]) داء الإيدز والأمراض التناسلية ـ البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر. دار النفائس ـ بيروت 1993م.

([23]) الإيدز بين الرعب والاهتمام والحقيقة ـ د/ عبدالهادي مصباح. مطابع الشروق ـ القاهرة 1989 ص19-29 .

([24]) جريدة الشرق الأوسط ـ نوفمبر 1985م.

([25]) داء الإيدز والأمراض التناسلية ـ البروفيسور/ الفاضل العبيد عمر. دار النفائس ـ بيروت 1993م ص43-44 . 

([26]) الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ـ د/ عبدالحميد القضاة. الرياض ـ عالم الكتب 1986م ص122-123 . 

([27]) رؤية إسلامية للمشاكل الاجتماعية لمرض الإيدز ـ مجلة الوعي الإسلامي ص33 .  

([28]) سورة المائدة ـ آية 33.

([29]) رؤية إسلامية للمشاكل الاجتماعية لمرض الإيدز ـ مجلة الوعي الإسلامي ص34.

([30]) الالتزام بالتعاليم الإسلامية وقاية من أمراض العصر ـ مجلة الاقتصاد الإسلامي ص79-80 .

[31] http://www.arabia.com/life/article/arabic/0,4884,25332,00.html

([32]) سورة الشورى ـ آية 47.

([33]) غضب الله تعالى يلاحق المتمردين على الفطرة ـ فؤاد سيد رفاعي ص67-68 . 

([34]) سورة غافر ـ آية 85.

[35] أخرجه ابن ماجه في سننه ـ كتاب الفتن في العقوبات 2/385.

([36]) سورة الإسراء ـ آية 32.

([37]) الطب الإسلامي تراث عظيم تناول الوقاية والعلاج ـ لمحمد الخطيب ص40.

([38]) بشرى للزناة ـ أبو محمد إسماعيل الرميح ـ الطبعة الأولى 1414هـ.  

([39]) سورة الإسراء ـ آية 32.

([40]) تفسير ابن كثير ـ الحافظ ابن كثير. 3/38 . 

([41]) أخرجه البخاري ـ كتاب الحدود ـ باب السارق حين يسرق.

([42]) أخرجه الحاكم في المستدرك ـ كتاب البيوع 2/37.

([43]) سورة الفرقان ـ الآيات (68-70) .

([44]) أخرجه ابن ماجه في سننه ـ كتاب الفتن في العقوبات 2/385.

([45]) سورة الشعراء ـ آيتا 165-166.

([46]) سورة المؤمنون ـ آيات (5-7).

([47]) أخرجه أحمد ـ كتاب مسند بني هاشم .

([48]) رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجة ـ كتاب الحدود ـ ، رواه أحمد ـ كتاب مسند بني هاشم.

([49]) سورة النور ـ آية 2 . 

([50]) رواه الخمسة إلا النسائي وسبق تخريجه.

([51]) مسند أحمد ، كتاب/من مسند بني هاشم، باب/ بداية مسند عبد الله بن عباس، رقم/ 2637 0 

([52]) الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ـ د/ عبدالحميد القضاة. الرياض ـ عالم الكتب 1406هـ ـ 1986م. الطبعة الثانية.

([53]) جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 19/11/1420هـ.

([54]) الأمراض الجنسية عقوبة إلهية ـ عبدالحميد القضاة ص152-153. 

([55]) سورة طه ـ آية 124. 

([56]) شريط الحذر من أضرار الزنا ـ الشيخ سعيد بن مسفر.