موقع الأستاذ الدكتور / فهد بن حمود العصيمي

ما شاء الله تبارك الله

كتاب حكم الإسلام في القات د فهد العصيمى الجزء الثاني

شبهة شيطانية:

وبعض الناس يقول: ليس هنالك آية ولا حديث تعيّن تحريمه!!, فيقال : الآية شاملة لتحريم كل خبيث وبالذات أن الله ذكر الخبيث في مقابل المباح الطيب، وقد قال جمعٌ من العلماء بعموم الآية في التحريم وهذا هو الظاهر، ولقد سمعنا كثيراً من آكلي القات يعترف بخبث القات ولا تجد أحداً يقول عن القات إنه طيّب إلا إذا كان مكابراً، فإذا كان ضرره ضاهرا للخاص والعام فما هو العذر لمن لم يقل بتحريمه؟ إذ أن العبرة بعموم الألفاظ والأخذ بظواهرها ، وهذا هو المتعيّن هنا.
ولو جئنا نقارن بين شجرة القات وبين المأكولات الطيّبة النافعة الأخرى التي أباحها الله وأحلها لنا لوجدنا أن المباحات والطيبات ليس فيها ضرر بخلاف القات فإن فيه من الأضرار والمفاسد ما الله به عليم, فهل هذا إلا دليل على تحريمه؟
ومن جهة ثانية نجد أشياء محرّمة في الشريعة وضررها أقل من ضرر القات بكثير مثال ذلك: ثمن الكلب كما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي مسعود وهو متواتر فقد جاء عن عدة من الصحابة، ويستثنى من ذلك الكلب المعلَّم، وكمثل تحريم بيع الشاة باللحم، وكتحريم النجش وهو الزيادة في السلعة ممن لم يرد شراءها، فهذه وأمثالها أضرارها قليلة وهي محرّمة، وكلما كثر الخبث اشتد التحريم كما في حديث هلاك العرب في الصحيحين وفيه: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث)) والقات ما يأتي من يوم إلا وشرّه يزيد، فلذا يقال إن القات بسبب زيادة أضراره على الفرد وعلى المجتمع ودخوله في عداد الخبائث فهو حرام.
الدليل من السنة: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار)) وقد جاء هذا الحديث عن ثمانية من الصحابة وهو صالح للاحتجاج، وقوله: (لاضرر) إخبار وهو أبلغ مما لو قال: لا تضرّوا، وهذا الحديث قاعدة عامة تبنى عليها مسائل كثيرة لا تحصى ولا تعد إذ أن قوله e: (لاضرر ولا ضرار) أي لا تضروا بأنفسكم ولا تضروا بغيركم، وأفاد الحديث أن كل شيء يضر بالنفس أو يضر بالغير فهو محرّم إلا ما خصه الدليل، وقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود والبيهقي وغيرهم عن أم سلمة أن النبي e: ((نهى عن كل مسكر ومفتّر)) -لفظة (ومفتّر) تفرد بها شهر وفيه ضعف-.
وبقيت أدلة أخرى من القرآن والسنة لم أذكرها هنا لما في الأدلة السابقة من الوضوح والبيان وحتى لا تطول الفتوى وكما يقال: الحليم تكفيه الإشارة والبليد لا تكفيه غرارة.
شبهة شيطانية

هناك ادِّعاءات على أن القات فيه علاج لمرض السكر، وهذه الادِّعاءات مجرّدة عن الدليل، وقد أثبتت البحوث الطبية عدم حصول هذا ومن ذلك بحث قامت به جامعة صنعاء وغيرها نفوا فيه حصول ذلك، وعلى سبيل الافتراض أن القات فيه علاج لمرض السكر فهل هذا مسوِّغٌ لأكله لمن ليس بمصاب بهذا المرض؟

 

حكم أكل الشمة
س : ابتلي كثير من الناس في هذا الزمن بأكل الشمة أو ما يسمى بالبردقان ، فما حكم أكلها وجزاك الله خيراً ؟
ج : أكل البردقان وهو ما يسمى بالشمة حرام لأن هذه الشمة مخدرة مفترة وقد قال النبي كل مخدر ومفتر حرام } ثم هي وساخة وقذارة ولها رائحة كريهة تؤذي الملائكة وبني آدم فيجب على المسلم تركها إن كان ممن يطيع الله ويتبع أمره ونهيه وإلا فإنه سيتعرض للوعيد الشديد ويلقى من جراء ذلك ما لا طاقة له به قال الله تعالى]: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ الأنفال:20) . وبالله التوفيق .[

وهنا سؤال يردد وهو: هل يجوز للشخص أن يحلف على ترك أكل القات؟
الجواب: لا يجوز هذا لأمرين:
الأمر الأول: أن الأصل أن يترك المسلم المعاصي بالعزم والصدق مع الله ويستعين على ذلك بالدعاء والتعاون مع إخوانه، وهذا عهد بينه وبين الله أن يسمع الحق فيقبله قال الله تعالى: ]واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إنّ الله عليمٌ بذات الصدور[ المائدة، أمّا كون الرسول صلى الله عليه وسلم يبايع الأمة على ترك المعاصي كقوله صلى الله عليه وسلم: ((بايعوني على ألاّ تشركوا بالله شيئاً…)) الحديث’ فهذا خاصٌّ به عليه الصلاة والسلام وبكل إمامٍ للمسلمين.
الأمر الثاني: قد عُلم أن الغالب على من يحلف على ترك القات أو غيره من المعاصي أنهم ينقضون عهدهم وبالذات آكلي القات لشدة تمسكهم به وتوقان أنفسهم إليه، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز الحلف لأنه يكون قد خفر ذمة الله كما جاء من حديث بريده عند مسلم وغيره في وصيته صلى الله عليه وسلم لأمير السريّة والحديث طويل وفيه: ((وإن حاصرتَ أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله)) فعلى المسلم أن يجاهد نفسه على ترك المعاصي والإقبال على الطاعات والله هو الميسّر والمعين.

سؤال آخر: إذا حلف الشخص ثم نقض يمينه هل عليه كفارة؟
الجواب: عليه كفارة لأنه بقدرته أن يلتزم ويبقى على ما حلف عليه ولكن تنازلاً مع شهواته ينقض الأيمان ولو بعد توكيدها، فدل هذا على أن عليه كفارة مع بقاء الإثم عليه بسبب رجوعه إلى المعصية بل يكون الإثم أشد..

وقد أفتى بتحريم القات علماء كثيرون منهم الشيخ/ أحمد بن حجر الهيتمي(974هـ) في كتابه: (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)، والفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي في كتابه (تحريم القات)، والشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ/ عبد العزيز بن باز، والشيخ/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني وعلماء آخرون؛ .
ملاحظة: لم نذكر جميع الشبهات والرد عليها هنا لأن هذه عبارة عن فتوى وليست كتاباً، نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.4

القات\حكم القات للاخوة اليمنين – منتدى لكِ.mht
4ـ مرجع / أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام

فتوى علماء الحرمين:

سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي :
ما الحكم في القات والدخان اللذين انتشرا بين بعض المسلمين وما حكم صحبة من يتناول أحدهما أو كلاهما ؟ وماذا يجب على رائد الأسرة نحو ابنه أو أخيه إن كان يتعاطى شيئا من هذين الصنفين ؟
فأجاب رحمه الله :
لا ريب في تحريم القات والدخان لمضارهما الكثيرة وتخديرهما في بعض الأحيان ، وإسكارهما في بعض الأحيان كما صرح بذلك الثقات العارفون بهما ، وقد ألف العلماء في تحريمهما مؤلفات كثيرة ومنهم شيخنا العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي البلاد السعودية سابقا رحمه الله .
فالواجب على كل مسلم تركهما والحذر منهما ولا يجوز بيعهما ولا شراؤهما ولا التجارة فيهما ، وثمنهما حرام وسحت ، نسأل الله للمسلمين العافية منهما .
ولا تجوز صحبة من يتناولهما أو غيرهما من أنواع المسكرات ، لأن ذلك من أسباب وقوعه فيهما ، والواجب على المسلم أينما كان صحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار ، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك ، وقال : إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . وشبه الصاحب الخبيث بنافخ الكير ، وأنه إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة متفق عليه . المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل . والواجب على رب الأسرة أن يأخذ على يد من يتعاطى شيئا من هذه الأمور المنكرة ويمنعه منها ولو بالضرب والتأديب أو إخراجه من البيت حتى يتوب . وقد قال الله سبحانه : سورة التغابن الآية 16 فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقال عز وجل : سورة الطلاق الآية 4 وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا أصلح الله أحوال المسلمين ووفقهم لكل ما فيه صلاحهم وصلاح أسرهم ، إنه خير مسئول .
فتاوى ابن باز (الجزء رقم : 23، الصفحة رقم: 54)
السؤال:
أنه باليمن يأكلون شجرا اسمه القات، وهو حرام عند العلماء، وذلك عند شهر رمضان بالليل وهم يقرءون القرآن بالنهار، ويكون نائم بالقات في فمه. فهل هذا حرام أم حلال؟
الفتوى: بواسطة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .
القات معروف عند أهل العلم وهو شجرة معروفة في اليمن وأهلها يتعاطون ذلك إلا من حفظ الله منهم، والذي ثبت عندنا من كلام العارفين به أنه مضر وأنه يسبب تعطيلا كثيرا عن الأعمال والمكاسب الطيبة، ويسبب أشياء تضر متعاطيها، وقد كتب جماعة من علماء اليمن وغيرهم في تحريمه وأنه قد يخدرو قد يوتر وقد يسبب سُكرا في بعض الأحيان بسبب تغير الشعور، مع ما فيه من تعطيل صاحبه المدة الطويلة لا يعمل بسبب تخزينه له فهو شجرة خبيثة مضرة، وقد انعقد مؤتمر في المدينة للنظر في المخدرات ودراستها، وأجمع المؤتمرون على تحريم القات وأنه مضر بأهله، وأنه لا يجوز تعاطيه وألف في ذلك جماعة من أهل العلم، وكتب شيخنا العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم ال الشيخ – رحمه الله – كتابة ذكر فيها تحريمه، ونقل فيها بعض كلام أهل العلم الذين عرفوه فينبغي للمؤمن أن يحذره وألا يتساهل في تعاطيه واستعماله وألا يغتر بمن يتعاطى ذلك ونصيحتي لكل اخواني في اليمن أن يدعوه، وأن يحاربوا هذه الشجرة ويبتعدوا عنها وأن يقضوا على شجرتها .
ونصيحتي للدولة وفقها الله في اليمن أن تحارب هذه الشجرة وأن تؤكد على الشعب اليمني بمحاربتها وتركها حفظا للمسلمين في اليمن من أذاها وضررها، وحفظا لهم أيضا من تعطيل اوقاتهم بلا فائدة، وحفظا لهم أيضا من تعاطي أشياء لا تناسب لولا أنهم يتعاطون هذا القات ويخزنوه….

سئل فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
هل أكل القات يعتبر من الكبائر أو من الصغائر حيث أن كثيراً من أكلته يرغبون في معرفة حكمه الشرعي لعل الله أن يشرح صدورهم لتركه ونرجوا من فضيلتكم توجيه نصيحة لمن ابتلاه الله بهذا الأمر و جزاكم الله خيراً . سائل مستفيد

الجواب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ……….

وبعد : فإن القات حرام وأكله والإدمان عليه من الكبائر لما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدين والعقل والجسم والمال والحياة الزوجية والاقتصاد العام …

أما أضراره الدينية: فأهمها أنه يلهي عن الصلاة فيمضي وقت العصرووقت المغرب ووقت العشاء ومعظم المخزنين منهمكون في تخازينهم لا يصلونها في البيت ولا يحضرونها في الجماعة فهم إما مضيع لها بالكلية حتى يخرج وقتها وإما مضيع للجماعة لكن تضييع الجماعة فسق وترك الفريضة حتى يخرج وقتها عامداً كفر فإن قيل يوجد أناس منهم يبذلون التخزينية ويحتفظون بها في إناء ثم يذهبون ويصلون ويعودون لها قلنا هذه نسبة قليلة من أكلة القات لا تزيد عن عشرة بالمائة على أكبر تقدير بل قد يقول قائل أنهم لا يصلون إلا 5 % أما من عداهم فهم يرون أن التخزينة تتلف أو لا تطيب بعد أن يبذلها لذا فإنه يحافظ على تخزينته التي بذل فيها مبلغاً من المال يرى أنه تصعب عليه إضاعته أما إضاعته للصلاة التي لا تساويها الدنيا بأسرها فذلك عندهم سهل ويسير والأمر فيها ليس بخطير ولكنه سيعلم حين يندم ولات ساعة مندم وحين تعلم نفس ما قدمت وما أخرت ، ثم هو يسهر معظم الليل ولا يأتيه النوم إلا متأخراً فتضيع عليه صلاة الفجر وربما أنه لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس ومن هنا تعلم أن ضرره في الدين ثابت حتى على الذين يصلون في الجماعة لأنهم يحضرونها بقلوب مشحونة بالأفكار والوساوس الغريبة عن الصلاة مما يجعلهم يؤدونها بدون خشوع قال الشيخ حافظ رحمه الله:-
إن جاءه الظهر فالوسطى يضيعها
وإن أتاها فمع سهو ووسوسة
أو مغرب فعشاء قط لم يأت
وغفلة مع تضييع لأوقات
قال تعالى : {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} . وإن هذه الآية لتنطبق على أكلة القات انطباقاً واضحاتً فليتقوا الله وليعودوا إلى رشدهم قبل أن يفوت الأوان وتطوى الصحف على ما فيها فيقول العصاة يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا.
وأما الأضرار في البدن فقالوا عن القات أنه يسبب القبض المزمن – أي إمساك الطبيعة وأنه يهيج الباسور وأنه يفسد المعدة وأنه يضعف شهية الأكل وأنه يسبب مرض الكلى وأنه يدر السلاس وهو الودي و يسبب تليف الكبد إلى غير ذلك من الأمراض التي يسببها أو يهيجها وهذا كله بتقارير أطباء وخبراء عالميين أما الإمساك وضعف شهية الأكل فهذه صفة تلازم أصحاب القات ومما ذكروا أنه يترتب على إدمانه اتساع حدقة العين والتهاب الفم والمعدة وضعف وشلل الأمعاء وهذا قليل من كثير .
أما أضراره في العقل ولا شك أن الضرر في العقل يسري إلى الجسم كله فهي التخدير والتفتير وفي الصحيح أن النبي ( ص ) نهى عن كل مخدر ومفتر ،ونهى عن كل مسكرو خمر وكل خمر حرام ) والإسكار معناه التغطية ، والتغطية تنقسم إلى قسمين تغطية جزيئية وتغطية كلية والقات غالباً أنه تغطيته جزيئية بمعنى أن آكله يحس أولاً بنشاط ونشوة وأفكار غريبة وتخيلات سابحة تترك البخيل جواداً والجبان شجاعاً والضعيف قوياً يدوم هذا إلى بعد الانتهاء من أكله بساعات معدودة يصحبه فيها أرق وعدم نوم وتلهف لشرب الماء ثم بعد الانتهاء من وقت السكر يبدأ وقت الهبوط والفتور فيتبدل النشاط خمولاً والقوة ضعفاً والذكاء تبلداً والأرق نوماً وكسلاً فيصبح مطموس المعدة ضعيف القوى خائر العزيمة فيطلب كمية أخرى ليعيد إلى جسمه ذلك النشاط وإلى عقله تلك الأفكار وإلى ذهنه تلك التخيلات فيظل وقته عائماً بين انشداد الأعصاب وارتخائها وهذا السكر الجزئي غير السكر الكلي الذي يذهب معه الإحساس كلياً ويصبح صاحبه كالمجنون مع أن التسكير الكلي يقع من بعض أنواع القات حسب المعلوم من التجربة والوقائع المتكررة التي شهد بها جماعة من أكلته ولقد حدثني شخص ممن كان يأكله أنه دعاه صديق له يبعد عن مكانه الذي يسكنه حوالي عشرون كيلومتراً قال فتغدينا وبعد صلاة الظهر دخلنا بيتاً ليس له إلا باب واحد وخزنا إلى بعد صلاة العشاء ثم خرجت لقضاء الحاجة فإذا أنا مرتبك الذهن لا أعرف شيئاً من الجهات الأربع وتصورت أن الوادي الذي أمامي مليء بالسيل وحصلت لي أفكار غريبة لا أعرفها فلما أصبحت فإذا بالوادي جاف ليس فيه سيل فهذه قصة واحدة لها مثيلات ونظائر تدل على أن بعض أنواع القات يحصل منه الإسكار الكلي فهل من مدكر .
أما الأضرار بالمال فحدث ولا حرج فالشخص منهم يخزن في اليوم بمأتي ريال أومائة وخمسين وأدناهم في مائة واحدة فإذا كان الرجل راتبه ضئيل أو دخله قليل أو ليس له دخل إلا هذا الراتب فإنه سيحتاج إلى المال ويسلك سبلاً لأخذه منها الرشوة إن كان ممن يحتاج الناس إليه فإن كان كاتباً ماطل في إنجاز المعاملات وإن كان مديراً تحايل بأنواع من التحايل وإن لم يكن له شيء من ذلك تحمل ديناً حتى يفلس فيطالبه أصحاب المال فيبيع العقارات إن كان له عقار وإلا احتاج إلى بيع بيته أو سيارته أو غير ذلك – نسأل الله العفو والعافية والسلامة – ثم إنك تجد آكل القات إن لم يكن له مال كثير – أو وظيفة غالباً تجده ينقص على أهله وأولاده من النفقة الضرورية أو الكسوة الضرورية من أجل أن يوفر تخزينته ولقد أخبرني رجل من أهل اليمن عن قصة وقعت قبل أكثر من ثلاثين عاماً قال كان فلان وزوجته يتخضرون في بلاد أسلم وكان الرجل يجلس عند أولاده والمرأة تذهب إلى المزارع في أيام الصريب تصرب معهم وتتقشش قال فذهبت في أول النهار فحصلت على كمية من السنابل أي – العذقة باللغة الدارجة قسمتها قسمين قسم خبطته وطحنته وخبزته غذاء لهم هي وزوجها وأولادها وقسم تركته حتى إذا لم تتحصل شيئاً تعود إليه فتجعله وجبة لأولادها وفي المساء أي من بعد الظهر اتجهت إلى المزارع وبقي الرجل في البيت عند الأولاد ولكنها في المساء أخفقت رحلتها فلم تتحصل على شيء ولما يئست من الحصول على شيء تلك الليلة عادت مسرعة إلى البيت لتجعل ما بقي في البيت وجبة عشاء لأولادها ولكن الزوج مر به بائع القات فلم يجد شيئاً يشتري به غير تلك الكمية من السنابل فأعطى بائع القات وأخذ ما يقابلها قاتاً ولما عادت المسكينة كانت المفاجأة لها أنها لم تجد الكمية التي تركتها ولما سألت زوجها أخبرها بأنه قد اشترى بها قاتاً فصاحت وولولت وانفعلت ولكن بدون جدوى انظر معي إلى هذه القصة العجيبة الوقت وقت مجاعة وقد ترك هؤلاء القوم بلادهم وسافروا إلى بلاد أخرى ليتحصلوا على القوت الضروري ولما مر به صاحب القات وليس عنده إلا تلك الكمية البسيطة التي قد لا تكفي وجبة لأولادها وأولاده فأخذها وأعطاها صاحب القات مضحياً بأولاده الصغار وغير مبال بأن يبيتوا على الجوع وأن يطووا بطونهم جميعاً ليتحصل على تلك التخزينة المشؤومة وأنك لتفكر أين ذهب عقل هذا وكيف تبلد حسه ونزعت الرحمة من قلبه فترك أولاده بدون عشاء يبيتون يتضاغون ويبكون أليس هذا غاية الدناءة ونهاية الخمول وقلة العقل لم يكتفي بكونه يجلس في البيت والمرأة تذهب إلى المزارع بل أضاف إلى ذلك كارثة أخرى فأخذ ما جمعته بعرق جبينها وكد يمينها واشترى به قاتاً وترك أولاده جياعاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وهذا يدل على عدم المبالاة بالواجبات الربانية والحقوق الإيمانية يترك أحدهم أولاده يتضورون جوعاً وعرياً وينفق ما تحصل عليه في هذه القاذورات التي تهدم جسمه وتضعف دينه ومع أنه يسعى في مضرة نفسه من حيث لا يشعر ولو طلب منه أقل من هذا لله رب العالمين يجزيه عليه ربه يوم الحاجة والفاقة لما سمحت نفسه بذلك ولألقى عليه الشيطان أنواعاً من التأويلات التي يلقيها على من طلب منه ذلك الشيء لكي يتخلص فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أما الأضرار في الحياة الزوجية: فقد قال في كتاب المسكرات والمخدرات بين الطب والفقه للدكتور / أحمد علي طه ريان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر تحت عنوان آثار القات السيئة .
قال : للقات آثار سيئة على صحة مستعمله فهو مضر بالصحة والنسل كما أنه يفقد المرء شهوة الأكل ويفسد أسباب الهضم ويحدث شللاً في مجرى البول ولا يقوي الباءة وكل من كتب عن القات يصفه بأنه يضعف الحالة الجنسية عند الرجال بحيث يحدث ارتخاء عند الرجل فينزل المني قبل عملية الجماع وقال في كتاب من أضرار المسكرات و المخدرات أنه يدر السلاس وهو الودي وربما أهلك الصلب وأضعف المني وأظهر الهزال وكذلك قال في كتاب من أضرار المسكرات والمخدرات لعبد الله بن جار الله صفحة (32)

وأما أضراره بالاقتصاد العام : فأولاً أن الله عز وجل جعل المال للقيام بالمصالح والمنافع الدينية والدنيوية الواجبة منها والمستحبة والمباحة فمن أنفقه فيما حرم الله مثل القات الذي هو حرام لما يترتب عليه من أضرار في الدين والعقل والجسم والمال وقد اتفق على تحريمه علماء الدين الذين سلمهم الله من الهوى والأطباء وعقلاء العالم حتى الكفار

وقد اتفق على تحريمه المؤتمرون في المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المخدرات والمسكرات المنعقد في المدينة المنورة بدعوة من الجامعة الإسلامية في تاريخ 27 – إلى نهاية 30/5/1402هـ والذي شارك فيه ممثلون من سبع عشرة دولة إسلامية وكان من

توصيات المؤتمر المذكور الفقرة الثالثة عشرة .
يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قدم له من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية أنه من المخدرات المحرمة شرعاً ولذلك بأنه يوصي الدولة الإسلامية بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول هذا النبات الخبيث .
ومن وصايا هذا المؤتمر المادة تسعة : يجب حضر إنتاج الخمور وزراعة المخدرات ( قلت ومنها القات ) والدخان وتصنيعها واستيرادها في الدول الإسلامية .
المادة عشرة : يجب إغلاق دور اللهو والفساد لما لها من أثر كبير في انتشار المسكرات والمخدرات وشيوع الرذائل والمنكرات .
المادة إحدى عشر : توقيع العقوبات الشرعية الرادعة على المهربين والمروجين والمتاجرين في المسكرات والمخدرات .
المادة خمسة عشر : تأييد الفتاوى الصادرة من العديد من كبار فقهاء المسلمين بتحريم التدخين بجميع صوره وأشكاله نظراً لضرره على الصحة والمال ودعوة الحكومات الإسلامية إلى منع زراعته وتصنيعه واستيراده وتداوله حتى يتم تنفيذ هذه الوصية .
أ‌- منع الدعاية للدخان في كافة وسائل الإعلام في المجتمعات الإسلامية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ب‌- حضر التدخين في أماكن العمل ودور التعليم والمواصلات والأماكن التي يرتادها الجمهور بصفة عامة.
ج- يراعى في اختيار المعلمين والموجهين والدعاة في المجتمع المسلم أن يكونوا ممن يتنزهون عن هذه العادة القبيحة .
قلت وإذا كانت هذه الوصايا في منع شيوع الدخان فلا شك أنها سارية في جميع المخدرات ومنها القات وأن 99% من أكلة القات يجمعون بينه وبين الدخان وقد يكونون من المعلمين والموجهين وحملة الشهادات العليا في الشريعة وإذا كان الأمر كذلك فقل على الإسلام السلام وإنا لله وإنا إليه ارجعون.
وإن من إضراره الاقتصادية إنفاق المال فيه وليس المال الذي ينفق فيه بقليل بل أن الذي ينفق فيه في اليوم الواحد لا يقل عن عشرة ملايين وذلك أنا لو قدرنا أن أكله في مقاطعة جيزان التي هي ما بين الحدود اليمنية جنوباً إلى الشقيق شمالاًَ ومن البحر الأحمر إلى الحدود شرقاً مئة ألف شخص ثم أنا لو قدرنا أن معظمهم يشتري في اليوم ما بين مائة إلى مائة وخمسين وأدناهم في خمسين ثم ضربنا المتوسط وهو المائة في مائة ألف لحصل لنا عشرة ملايين ريال في اليوم الواحد وإذا ضربنا العشرة ملايين في أيام السنة القمرية التي هي 354 يوماً لحصل لنا 3540000000 وهذا مبلغ يمون دولة بكاملها فلو كان هذا المبلغ في جمعية بر يزوج منها العزاب ويبني مساكن للفقراء وينفق منها على الأرامل والمعوقين واليتامى لكان في ذلك نفع كبير وعظيم ولكن من الذي يسخو بهذه الكمية والشيطان بالمرصاد ومن أضراره الاقتصادية أن الأمة الإسلامية تخسر كل يوم ثمان ساعات من كل شخص يأكل القات فلو ضربنا 8 في 100.000 شخص لحصل لنا ثمان مئة ألف ساعة فهذه الساعات تذهب كل يوم سدى نخسرها في لا شيء فأين العقول التي تعي هذا وتعلم أنها مسئولة عن هذه الساعات أمام الله الذي لا تخفى عليه خافية وقد ثبت عن نبي الهدى صلى الله عليه عليه وسلم أنه قال ” لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ” والعمر هو الساعات والدقائق والأيام والليالي والأشهر والسنوات التي يبقاها العبد على هذه الدنيا مكلفا عاقلاً يعي ما ينفعه فيأتيه وما يضره نفع وانتفع وإن صرفها في شر خاب وخسر وندم حين لا ينفع الندم فالسؤال لابد حاصل عن العمر الذي أتلفته والمال الذي أنفقته والعلم الذي علمته ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد .
كنت أرى أقواماً أعرفهم ويعرفهم المجتمع مولعون بالقات يرتادون الأماكن التي يشتبه فيها أنها تبيعه فإذا رأوا أحداً ممن يستحون منهم أسدل أحدهم غترته على وجهه ظانا أنه يخفى على الناس ، ولا يهمه أن يخفى على الناس ويبارز الله بالمعصية فكنت أرى أحدهم فأرحمه وآسف لهذا الصنيع فجرى على لساني هذا البيت :
مساكين أسرى القات رق نفوسهم لنوع من الأشجار رتع البهائم
وذمه آخرون نظماً ونثراً ضمن مؤلفات ألفت في المخدرات وهو واحد منها وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبهفيتقيه فإن صرفها في

شبهة وردها

1الشبهة.
سؤالي هذا أعددته قبل أن أسمع محاضرتك ، وبعد أن اطلعت على كتابك الذي وجدته في مكتبة السجن والخاص والمخصص بالقات وآكليه وقد تردد في نفسي بأنك تسرعت حين أنزلت آكليه بمنـزلة أصحاب الكبائر كالسحر وقتل النفس والتولي يوم الزحف والشرك وعقوق الوالدين إلى آخر ما جاء في الحديث الصحيح . معنى هذا أن أهل اليمن مع علمائهم أهل كبائر والعياذ بالله ، وهم من يبذلون مهجهم وأموالهم وأنفسهم للذود عن دين الله ومقارعة أعداء دين الله في اليمن وغير اليمن وهاهم هنا من داخل هذا السجن سالت دموعهم على خدودهم عندما رأوا إخوانهم يقتلون وأخواتهم تنتهك أعراضهن من قبل الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين ذلك هم من مسلمي البوسنة والهرسك . نعم لقد تقدم آكلي القات بطلب رسمي إلى عمليات السجن يريدون الجهاد في سبيل الله والذود عن أعراض أخواتهم من مسلمي البوسنة والهرسك . والآن وإن كنتم أنزلتم هذه الشجرة منـزلة الكبائر فاجعلوا حكمها حكم أم الخبائث التي فيها نص صريح وواضح وصاحبها يسجن من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر وربما يخرج ذلك وصاحب القات ست سنوات إلى أربع سنوات إلى سنتين إلى سنة وأما الأضرار المالية نعم إنه إسراف على آكل القات ومفيد على صاحب القات الذي يزرعه لأن حياته أصبحت عليه حيث يزرع في أعالي الجبال وليس هناك محصول يفي بمقومات الحياة وليس عند هؤلاء الزراعين الإحساس بأن في هذه الشجرة عيب شرعي أو عيب يخل بالمروءة والشرف وإنما متمماً للمروءة والشرف بحيث أنه يكرم به ضيفه وصديقه والحديث يطول ويتشعب ولا نريد أن نأخذ وقتكم ولا وقت إخواننا من النـزلاء من العنابر الأخرى الكثيرة المليئة بأكلي القات والمجهولين .
رد الشبهة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وبعد
أولاً : أنا المسؤول عن كل حرف كتبته أو أكتبه وعن كل حرف لفظته أو ألفظه وأنا والحمد لله لم أقل من فراغ ولكنني قلت عن علم ومعرفة بالنصوص الشرعية وبكلام العلماء وأقوالهم فيه وأحكامهم عليه ولست أعني بالعلماء العلماء الذين فتنوا بالقات فهؤلاء لا يؤخذ قولهم فيه ولا حكمهم عليه .
ثانياً : أنت قد اعترفت في كتابتك هذه بأن الإنفاق في القات إسراف والإسراف هو إنفاق المال فيما مضرته خالصة أو راجحة والقات وإن لم تكن مضرته خالصة فهي راجحة فأضراره بينة في الجسم والعقل والدين والمال والاقتصاد العام لا ينكر هذا إلا مكابر وعلى هذا فالانفاق فيه إسراف وتبذير يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ]والله تعالى يقول : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً (الأعراف: من الآية31-32) . ومفهوم الآيتين أن الإنفاق في[يَوْمَ الْقِيَامَةِ غير الطيبات التي تفيد الإنسان في جسمه وعقله أنه إسراف وحرام فهل يحكم أن القات من الطيبات التي أباحها الله أو من المحرمات التي حرمها هل هو مغذ للجسم أو نافع للعقل وَلا]أو معين على الدين أو مثر للمال كل ذلك ليس فيه والله سبحانه وتعالى يقول : تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ (الإسراء:26-27) . فهل يستطيع أحد أن[وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً يقول إن الإنفاق في القات ليس بتبذير والواحد يشتري في يوم بمائتين أو ثلاث أو مائة وخمسين ولا يستفيد منه شيئاً لا في جسمه فهو ليس بمغذ ولا يغنيك عن الطعام ولا عن الشراب بل يجعل لك لهفة وحرقة على الماء ولا في عقلك بل يجعل لك نشوة بالتخدير الذي يخرجك عن الاتزان والاعتدال وبعد النشوة يحدث لك هبوط في معنوياتك أليس الذي يكون كذلك حراماً أليس التبذير حراماً لأن الله ذمه ونهى عنه
ثالثاً : في الحديث كل مخدر ومفتر حرام والقات قد جمع التخدير والتفتير فلذلك هو حرام .
رابعاً : القات ملهي عن الصلاة في وقت التخزينة وسبب في تضييعها إذا جاء وقت التفتير وذلك أن المخزن يبيت ساهراً حتى وقت السَّحَر ثم ينام نومة عميقة يضيع بها الفجر وإن سبعة وتسعين بالمائة تقريباً يضيعون صلاة الفجر وخمسة وتسعين يضيعونها في سائر الأوقات أفلا يكون تضييع الأوقات المحددة لأداء الصلاة وتأخيرها عنها كبيرة من الكبائر أليس المتسبب للوقوع في الكبيرة يومياً آتٍ كبيرة ، ذلك أنه يعلم أنه بتعاطيه لذلك السبب المعروف أنه لابد أن يترتب عليه التضييع للصلاة .
خامساً : وقد قال العلماء ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم وما كان وسلة إلى واجب فهو واجب والقات وسيلة إلى ترك فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا]الصلاة وتضييعها وقد قال الله تعالى : (مريم:59) .[الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً
سادساً : أليس ما جمع هذه الأمور ، الضرر في الجسم والتخدير في العقل والتضييع في الدين والإتلاف للمال والإضرار بالاقتصاد العام للمجتمع أليس ما جمع هذه الخزايا والرزايا يكون تعاطيه والإدمان عليه كبيرة من الكبائر .
سابعاً : قرر أهل العلم أن الإدمان على الصغيرة أي الإصرار عليها يصيرها كبيرة ولو قلنا أن القات صغيرة تنـزلاً ثم أصر على أكله رغم أنه يرى ما فيه من الإخلال بالدين والإضرار بالجسم وأتوقع أن بعض الناس سيقول نرى كثيراً من الناس يأكلونه وهم أصحاء الأجسام فأقول أليس المخزن يكون وقت التخزينة عنده لهفة على الماء وحرقة عليه تجده بعد كل نصف ساعة يشرب أليس يصبح في اليوم الثاني مطموس المعدة لا يستطيع أن يأكل إلا قرابة الظهر ولقد سمعت من ثقة أن واحداً من المخزنين جاء يشتكي فكه أي لحيه لأنه تألم من المضغ فقال له الطبيب أترك القات فقال المخزن المريض والله لا أترك القات ولو تقطع الآن أمامي فانظر رعاك الله .
ثامناً : أنا حينما نحكم على آكل القات ومدمنه أنه آتى كبيرة من الكبائر ليس معنى ذلك أنا نساويه بالكبائر المغلظة التي هي أكبر الكبائر كالسحر وقتل النفس والشرك بالله ذلك لأن الكبائر متفاوتة في التغليظ بعضها أشد من بعض وفي الحديث الصحيح : { أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق .tالوالدين وشهادة الزور } رواه البخاري عن أنس
tوفي الصحيحين عن أبي بكرة : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا : بلى يا رسول الله :eقال : قال رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس وقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
فأنت ترى أن الكبائر منها مغلظة يقال لها أكبر الكبائر ومنها كبائر دون ذلك أما كون عقوبة القات أعظم من عقوبة الخمر فهذا ليس إلينا ولكن إلى ولي الأمر والذي أظن أن ولي الأمر لا يقرر هذه العقوبة إلا باستشارة كبار العلماء علماً بأن ولي الأمر له أن يقرر ما يراه من العقوبة الرادعة على تعاطي ما يضر بالفرد أو المجتمع والقات ضار ثبت ضرره بما لا يدع مجالاً للشك سواء كان ذلك على الفرد أو على المجتمع ومن جهة أخرى أيضاً فإن الخمر خبيثة خبثها وتحريمها متقرر لدى جميع الناس وكل الناس أي من المسلمين ينظرون إلى شاربه بعين الاحتقار والمقت صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم .
أما القات فإن كثيراً من الناس مولعون به ويستحسنونه رغم ضرره بل ويقدمونه للضيف كما قلت معتقدين أنه ليس فيه شيء لذلك ناسب أن ترفع عقوبته في السجن فقط فيسجن مدة أطول ليكون ذلك أكثر ردعاً عن تعاطيه وتزيد عقوبة شارب الخمر من ناحية أخرى وهو أنه يضرب الحد ثمانين جلدة كما تقرر في الشرع أما أكل القات ومروجه فإنه يسجن ولا يضرب وبعض الناس يود أنه يسجن مدة طويلة ولا يضرب في السوق مرة واحدة وأظنه قد اتضح لك السبب الذي من أجله غلظت عقوبة آكل القات ومروجه والله الموفق لمن يشاء من عباده وهو الهادي إلى سواء السبيل

حرر هذه الفتوى
أحمد بن يحيى النجمي

وممن أفتى بتحريم القات من علماء المسلمين قديماً:

علماء كثيرون منهم الشيخ/ أحمد بن حجر الهيتمي(974هـ) في كتابه: (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)،

والفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي في كتابه (تحريم القات)،

والشيخ/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني ؛
وقد ألِّفت الكتب الكثيرة في تحريم القات وذكر أضراره ومفاسده منها:

كتاب (كشف الشبهات عن أضرار القات) للدكتور/ إبراهيم بن عباس،

وكتاب (القات) للدكتور/ المرزوقي والدكتور/ أبوخطوة،

وكتاب (شهادات الثقات على أضرار القات) للشيخ/عائض بن علي مسمار،

وكتاب (القات والمجتمع) لأبي إبراهيم الطيري
والفقيه إبراهيم العراقي

والفقية أحمد بن أبراهيم المقرئ

والفقية العلامة حمزة الناشري
ومن المعاصرين الشيخ محمد بن سالم البيحاني
و الشيخ محمد بن إبراهيم ال الشيخ مفتي السعودية يرحمه الله
والشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله
والشيخ الدكتور مناع خليل القطان يرحمه الله
والشيخ عبدالمجيد الزنداني، وفقه الله

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء

فتوى رقم 2159 بتاريخ25/10/1398هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه – وبعد.. فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء على الاستفتاء المقدم لسماحة الرئيس العام لهيئة كبار العلماء برقم1858/2في 11/9/1398هـ مضمونه:( أن زراعة القات انتشر بشكل واسع في اليمن ويطلبان بيان حكم زراعته وبيعه وشرائه ) – وأجـابت اللجنة بما يلي:
“القات محرم ولا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أكلاً وبيعاً وشراءً وغيره من أنواع التصرفات البشرية في الأموال المباحة، وقد صدر من سماحـة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتوى في تحريمه وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ،،،.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبد الله بن قعود عضو / عبد الله بن غديان نائب رئيس اللجنة/عبد الرزاق عفيفي
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز

فتوىالمؤتمر الإسلامي حول القات:

وقد أعلن المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المسكرات والمخدرات الذي انعقد بالمدينة النبوية في 27-30/5/1402هـ، تحت رعاية الجامعة الإسلامية: أن القات من المخدرات المحرمة شرعاً، لذلك يوصي الدول الإسلامية العقوبة الإسلامية الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول هذا النبات الخبيث
هذا وقد أيد الفتوى عدد من العلماء الأفاضل في محافظة حضرموت يتقدمهم العلامة علي بن محمد مديحج

ذم القات شعرا

مساكين أسرى القات رق نفوسهم
يظلون مشدودين في جل يومهم
فإن حصلت كانت هي الذخر والمنى
فيضرب أطفالاً ويشتم زوجة
وشيطان يمسي به الليل لاعباً
متى حصلوا تخزينة طاب عيشهم
فحيناً تجي من بائع القات رشوة
وإن كان ذاكم تاجراً فليكن أتى
وإن كان هذا عاطلاً باع ماله
أليس سؤال المرء عن كسب ماله
فيطرحها في الثوب علفاً أمامه
ويمضغها ظهراً وعصراً ومغرباً
ولم يك في هذا مبال بدينه
فإن قيل يا هذا اتق الله وادكر
تولى بركن قائلاً أنني أنا
متى ما بذلت القات صليت كلها
فقلنا له وقت الصلاة محدد
وربي رحيم للمنيبين أنه
وفي القات تخدير لمن كان أكلا
تراه عظيم شدقه من مضيغه
ويبدو أن قد حاز إقدام خالد
فينعم في تفكيره بعض ليلة
ويأتي عليه الصبح وهو مجدل
ولو يعلم المحروم ماذا أضاعه
لكان جديراً أن يعض أناملاً
فيصبح كسلاناً ومطموس معدة
فتلك صفات القات في وصف أهله
وصلى إله العالمين مسلما
لنوع من الأشجار رتع البهائم
بملفوفه خضر كسوق الحمائم
وإن فقدت باتوا بشر العظائم
وجيرانه يرمي بشتى الجرائم
يؤرقه إن نام يبلى بحاطم
بحل أتتهم أم بقبح المآثم
وأخرى تجئ من بعض أهل الجرائم
بذلك من ربح وفير المغانم
وجوع أطفاله له كالبراعم
وتصريفه قد جاء عن خير حاكم
كما يعطف النبطى ربى السوائم
ووقت عشاء موغلاً في العتائم
ولا عابى فيما أتى من محارم
فترك صلاة صنو كفر الأشائم
أصلى لمعبود رحيم ودائم
لرب غفور يغفر الذنب راحم
وترك أداء فيه كبرى المآثم
شديد عقاب للعتات الألائم
بأولى وتفتير لأهل العزائم
ومشدود أعصاب وفي الفكر هائم
وملك رشيد أو فقل جود حاتم
وفي سحر ينكب كالثور نائم
ويقضيها وقت الضحى غير نادم
من الخير أو ما قد أتى من محارم
وينصب من حزن عظيم المآتم
ومنهوك أعضاء بعي ملازم
ومن كان عوفي حاز رحمة راحم
على خير خلق الله صفوة هاشم

وقد ذم القات وبين أضراره وعيوبه كثر من العلماء والأدباء وخذ الشيخ حافظ أحمد الحكمي رحمه الله قصب السبق في ذلك فقد أنشأ القصيدة القاتية 1363/ أو 1364 ولما رد عليه مفتون من المفتونين بالقات رد عليه الشيخ حافظ بقصيدة طويلة شديدة اللهجة قوية الحجة عظيمة السبك وكذلك الحق يعلو إن أعطي القوس باريها والسهم راميها ولما صدر أمر الملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1367 / أو 1368 بمنع القات من المملكة المحمية نبتا وبيعاً وشراءً واستعمالاً .
أنشأ الشيخ حافظ رحمه الله عليه هذه القصيدة :

بإقبال شهر الصوم أشرف ميقاتي
وقلع جراثيم له من أصولها
بأمر الإمام المصلح احتاط غيرة
ونفذه في الحال عماله كما
فسر بذا أهل المروءة والنهى
وقالوا جزى الرحمن خير جزائه
إمام الهدى عبد العزيز الذي له
وذلك أن القات بان بأكاله
وفي منعه خير وبشرى ونعمة
دراها أولى التميز من كل عاقل
أتى النبأ المرسوم بالمنع للقات
وتهديد جلاب له بالعقوبات
وحجر على أموال أهل الإضاعات
سيجرونه حسب الأوامر في الآتي
وأهل النفوس الزاكيات الأبيات
وأعلاه في الدارين أعلى المقامات
مآثر في الإصلاح غير خفيات
خصال رذيلات ونبذ فضيلات
ودفع شرور قد حوى وبليات
وإن يعش عنها سائم في البطلات
إلخ ما قاله رحمه الله ؟

وقد ذمه نظماً أيضاً الشيخ أحمد محمد البحر قرض منظومة الشيخ حافظ وقال ضمن قصيدة
يا أيها الناس هبوا من مراقدكم
لأنه فاعل في العقل ما فعلت
فالقات من أخبث الأشياء الخبيثات
خمر الدنان وسل أهل الحقيقات

هل تريد الإقلاع عن القات

إن العديد من مدمني القات يحاولون الإقلاع عن تعاطيه ولكنهم لا يجدون الوسيلة الصحيحة التي بإتباعها يمكنهم التخلص من هذه العادة السيئة، وفيما يلي بعض الأمور التي إذا اتبعها المتعاطي ستساعده في التخلص من إدمانه:

1. إخلاص النية لله وأن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم.

2. صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب.

3. الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع هذه العادة السيئة والعمل بإرشاداتهم.

4. أن يعلن أنه عزم على ترك القات وأنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى.

5. أن يترك تلك الأماكن التي كان يتعاطى فيها القات.

6. الصبر وعدم الانزعاج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين عليها بالله تعالي.

7. أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم وهو مرض وليس علاجاً.

8. شغل وقت الفراغ بما هو مفيد من مزاولة الرياضة والترفيه المباح والخروج للنزهة مع الأهل والأصدقاء والقيام بصلة الأرحام وبعض الواجبات التي يفضلها.

9. التفكير باستمرار في بناء مستقبل زاهر لك ولأبنائك والتخطيط له يجعلك تمتنع عن عادة التعاطي.

10. مجالسة الأخيار والصالحين والبعيدين عن هذه الآفة من الزملاء والمعارف.

11. إعادة النظر في ما ينفقه المتعاطي من مال ووقت على حساب نفسه وأسرته ، والتركيز عـلى بذله في تعليم أبنائه وتحسين مستواهم المعيشي ( الصحي والسكني) ، فالمرء مسؤول عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه وكذلك عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه، وتقيداً بقوله صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ).

الخاتمة والتوصيات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد.

فهذا بحث جمعته عن هذه النبتة الخبيثة المسماة القات وبينت ماهية هذه الشجرة وكيف دخلت اليمن السعيد وكيف أفتتن بها هذا الشعب المسلم، ثم تطرقت لأخطار هذه النبتة الخبيثة من جمع النواحي دينياً وصحياً ومالياً وأسرياً وأدبياً وغير ذلك .

ثم تطرقت لحكم الشرع المطهر لهذه النبتة الخبيثة وذلك بسرد أقوال العلماء الذي هم المرجع عندما يختلف الناس بدء من علماء اليمين وهم كثر ولله الحمد وعلى رأسهم الشيخ/ عبد المجيد الزنداني، والشيخ/ أبو نصر محمد الإمام، والشيخ البيحاني وغيرهم، وذكرت أقوال علماء السعودية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ/ عبد العزيز بن باز/ والشيخ/ أحمد بن يحيى النجمي.

ونظراً إلى ما توصلت إليه المجالس العلمية في مكة والمدينة حيث اتفق المجتمعون على تحريم التعاطي أو الزراعة أو التجارة بهذه الشجرة الخبيثة (القات) .

 

تعاونوا على ترك هذه الشجرة الخبيثة

فعلى ذلك نأمل من الله تعالى ثم من إخواننا في اليمن وغيرهم ممن يتعاطاه في الدول الأخرى أن يتعاونوا على ترك هذه الشجرة الخبيثة وأن يعقدوا العزم والتوكل على الله ويجدوا ويجتهدوا في ذلك للأسباب التالية:

1. تركه قربة لله واستجابة لأمره حيث أجمع العلماءالمعتبرون بآرائهم على تحريمه من الكتاب والسنة.

من الكتاب قوله تعالى: {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}.

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم {لا ضرر ولا ضرار} ونهى صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر. وقد سبق تفصيل الكلام فى ذلك.

(ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)

2. ثبت بما لا مجال للشك فيه أن تعاطي هذه الشجرة يؤدي إلى التهلكة في الدين والدنيا من ترك للصلوات وتأخير للواجبات وكثرة التخيلات، وترك النفقة على الأهل والأولاد بحجة شراء القات.

3. أما ضرره الصحي فحدث ولا حرج حيث التقارير الطبية بهذا البحث أثبتت بما لا مجال للشك فيه أنه يحدث أمراضاً ومشاكل صحية على المدى القريب والبعيد كالسرطان، وارتخاء اللثة وتخريب الأسنان، والإمساك، والسرحان الزائد، وتشتيت الذهن، وضعف الاتصال الجنسي، وقد حدثني أحد الأخوة اليمنيين أن حبوب تقوية الجنس منتشرة بشكل ملفت للنظر لأن الشباب صاروا يحتاجون إليها بسبب القات.

4. ومن مبررات الترك لهذه الشجرة الخبيثة أنها سبب من أسباب الفقر لهؤلاء المساكين الذي يتعاطونها بحيث تصرف الأموال على شراءها وتترك المهمات وهذا منهي عنه في الشرع المطهر حيث (نهى صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال).

5. ومن مبررات الترك أن تعاطي هذه النبتة الخبيثة سبب من أسباب ضعف الإنتاج العام في البلد والسبب أن الناس يتجهون لزراعتها وسحب المياه الجوفية الصالحة إليها وتفريغ أكبر كمية من التربة الصالحة لها كذلك وهذا ولا شك على حساب ما ينفع الشعب اليمني كزراعة القمح والعنب والبن وسائر المنتوجات المفيدة للأمة.

6. ومن مبررات الترك أنك مسئول يوم القيامة عن أمور:

قال صلى الله عليه وسلم :(لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسئل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم)

فما ذا تجيب بالقبر ويوم القيامة عند تسأل عن ضياع وقتك بالقات. وصرف المال بالقات، وضياع صحتك بالقات وضياع أولادك بسبب القات، حكم شرع الله وعقلك الموافق للشرع فستجد أنك ضائع بتعاطيك القات أو غيره مما حرم الله كالمخدرات والدخان ونحوها.

7. ومن مبررات الترك. إذا تركته أنك تحارب أعداء الله من اليهود والصليبين وغيرهم من أعداء الله من أعداء الملة والدين الذين يتمنون ويبذلون قصارى جهدهم في تخدير الأمة الإسلامية، في شتى أنواع المخدرات ومنها القات والدخان وسائر المخدرات وذلك حتى لا تقوم للمسلمين قائمة قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم}.

فإذا عقدت العزم وتركت هذه الشجرة وغيرها من سائر ما حرم الله فأنت توهن كيد الكفرين وتغيظهم وتفوت عليهم مخططاتهم تجاه المسلمين.

8. ومن مبررات ترك القات زراعة وتجارة وأكلاً أنك يا مسلم تقطع الغيبة عن نفسك فهل تصدق أيها الشعب اليمني المسلم أن الناس من المسلمين وغيرهم يتحدثون عنكم في مجالسهم ويصدرون النكات ويحكون القصص ويلمزونكم ويهمزونكم بسبب تحكم هذه العادة فيكم حيث يقولون الشعب اليمني ليس عنده إرادة ولا عزيمة حتى يترك هذه العادة السيئة تتحكم فيهم وقد سمعتهم يشبهونكم بأشياء مقززة خاصة بعد تعبئة الفم بهذه المادة: بحيث يصبح الفم كحجم الكرة الصغيرة ، ورحم الله من قطع الغيبة عن نفسه.

9. ومن مبررات الترك أنك أيها الشعب اليمني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى عليكم في مواضع :

(حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم ( أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم ) البخاري

فما بالكم تركتم الحكمة وقست قلوبكم عندما أشربتم هذه الشجرة الخبيثة وتواطئتم عليها. فعودوا إلى رشدكم وإلى حكمتكم وإلى فطرتكم السليمة الرقيقة التي تقبل الحق والرشد وتنفر من الباطل وأعمال الشيطان ولا شك أن القات من عمل الشيطان.

10. ومن مبررات ترك القات أيها الأخوة اليمنيون أنكم ولله الحمد والمنة شعب مسلم أبي شجاع لم يستطع الاستعمار على مر التاريخ أن يجد له موطن قدم في بلدكم (اليمن) فعندكم القدرة بعد عون الله تعالى على سحله ومنعه من الإستمرار في بلدكم وإعطاءه الدرس ولا يعود وهذا من فضل الله عليكم وهي صفة تحمدون عليها،ولكن نستغرب كيف استطاع الغازي الملعون (القات) الخالي من الأسلحة والأجهزة أن يدخله أعداء الإسلام إلى بلدكم عن طريق الغزو الفكري بحيث ولج إلى معظم منازلكم وأنديتكم وتجمعاتكم فصار يسير في أجسادكم كما يسير الدم دون أن ينكره بعضكم على بعض.

ولهذا فالحرب على (القات) وتركه وحرقه وشجاعتكم وصبركم عنه لا يقل عن مقارعتكم الإستعمار إذ هما وجهان لعملة واحدة فكل منهما يريد تقويض الدين، والنفس، والمال، والنسل ومن ثم إضاعة هويتكم الإسلامية.

11. ومن مبررات ترككم لهذا القات، أي الشجرة الخبيثة أن تكون بإذن من الله قدوة صالحة لأبنائكم وبناتكم من صغار السن، وذلك أن الأبناء إذا رأوا آباءهم وأمهاتهم يتعاطون هذه الشجرة قالو إن بها خيراً وإلا لما استعملها الوالدان ومن المعلوم أن التربية تأتي عن طريق القدوة التي حثنا عليها شرعنا المطهر.

ومعلوم أن الله طالبنا بالمسؤولية تجاه أولادنا وأهلنا وتربيتهم على فعل الخير وإبعادهم عن الشر والمحرم قال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها). فصاحب القات هل يؤدي الصلاة بوقتها فضلاً أن يأمر أهله بها، ويقول صلى الله عليه وسلم { ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالإِمَامِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بِيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَاوَالخَادَمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) ( حم ق د ت) عن ابن عمر. فلهذا كي تقوم بالأمانة الأسرية اترك القات كي يقتدي أبناءك بك.

12ـ ومن مبررات ترككم له أن يستحضر كل منكم عقله وتفكيره ماذا استفدت عندما قمت بالتخزين سيقول قائلهم كيفت نفسي فقط ولكن هذا التكييف الذي حصل لك كما تزعم هل سألت أهل العلم الثقات عن حله وحرمته فإن قالوا لك ثقاة العلماء والقدوة الحسنة بالتحريم فلماذا تعاند ربك ونبيك ودينك وهل أنت آمن من مكر الله بك هل عندك صك من الله متى سيحل عليك الموت وقبلها تتوب ولتعلم أن شارب الخمر يقول أكيف نفسي، والسارق يقول أستفيد من المال وأمتع نفسى، والزاني يقول أرفه عن نفسي وأتلذذ ومتعاطي الربا يقول تزيد ثروتي فهل هذه التعليلات تقيهم من عذاب الله في الدنيا والآخرة. الجواب: لا وقس نفسك عليهم .

وإن أفتاك بعض أنصاف المتعلمين بحله بسبب نقصان علمهم وابتلاءهم بتعاطيه فهل ذلك مبرر لتعاطيك إياه مع وضوح ضرره الجواب: لا والسبب ما يأتي:

1. المفتي لك بالحل ليس عالماً يقتدى به، والمفروض أن تسأل الأعلم والأفضل والأكمل.

2. إذا كان هذا المفتى قد ابتلى به فمن الطبيعي أن يجر الناس معه.

3. لو سلمنا جدلاً بحله أليس معك عقلا يدلك على فعل الخير ويبعدك عن طريق الشر.

كيف بتكييف يجر لك الويل والدبور ويجعلك أسير عادة سيئة – يصعب تركها إلا أن يشاء الله بك خيراً فانظر ما جره لك هذا التكييف على حد زعمك.

1. صرفك عن أداء الصلاة بوقتها فهل هذا يجوز حكم عقلك.

2. صرفك عن أداء الصلاة جماعة هل هذا يجوز حكم عقلك.

3. أضاع وقتك الثمين بما ليس فيه فائدة واضحة لاذكر ولا استغفار حكم عقلك.

4. صرفت مالك وهو في الأصل مال الله وأنت مستخلف عليه ليعلم الله أين تضعه فهل وضعك المال بالقات سيعود عليك بالنفع العاجل والأجل – حكم عقلك ورشدك وعد إلى صوابك وأترك القات الملعون.

5. إذا ثبت في الشرع المطهر أنك أيها المسلم يحرم عليك أن تؤذي نفسك وصحتك بأي نوع من أنواع الأذى فحرم الانتحار وحرم ما يتلف الجسم أو العقل كالخمر ونحوه، والسؤال هل القات يعالج جسدك من الأمراض أم أنه على خلاف ذلك باعترافات المدمنين أحياناً وتحليلات الأطباء أحياناً آخر.

فحكم عقلك أيهما أهدى وأصوب تركه أم الاستمرار في تعاطيه إلى أن يقضي على دينك ونفسك . وصحتك ومالك وأولادك نسأل الله السلامة. فعجل بتركه هداك الله إلى الصواب واتركه من أجل الله تعالى: واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه – كما في الحديث – .

13ـ ومما يساعد الأخوة اليمينين على الترك ما يأتي:

1. التوجه الرسمي العام من قبل الحكومة وذلك بالقضاء على القات وإيجاد البدائل من النبات المفيد والقضاء على هذه العادة على المدى الطويل ووضع خطط خمسية وعشرية تتعاون جمع الأجهزة على ذلك فالإعلام يكثف الدعاية ضد هذه الشجرة ويتكلم بالحقائق والوثائق الصحيحة ويستضيف العلماء والمفكرين والأطباء وغيرهم ممن له صلة بهذه النبتة الخبيثة ويشرح للناس الحظر الديني والأسري والاقتصادي والتربوي والصحي بسبب هذه الشجرة. وذلك بالتوثيق بواسطة الأرقام والإحصاءات.

2. تتعاون الجمعيات والهيئات غير الرسمية على توعيه الناس وتوجيههم وذلك بما يأتي:

1. كتابة خطب جمعة موحدة يبين فيها حكم القات الشرعي ورأي العلماء المخلصين فيه وإرسالها للخطباء.

2. إقامة المحاضرات والندوات والدروس في المساجد وكل مكان عن خطر هذه الشجرة وضرورة محاربتها.

3. جمع كل ما له صلة بخطر القات من الناحية الشرعية والصحية والاجتماعية، والثقافية، والأسرية والاقتصادية وذلك من جميع الاتجاهات – كالتلفزيون، والإذاعة والجريدة والمجلة، والكتاب، والشريط المرئي والشريط المسموع وما يوجد في الشبكة العنكبوتية والأقراص الصلبة ، ثم بعد الجمع تضغط هذه المعلومات بأقراص صلبة – سيدي – أو ديفيدي ثم بعد ذلك تبقى هذه الأقراص مرجع لكل من يريد النشر والتوزيع فيسحب منها للشبكة العنكبوتية ويسحب لأشرطة الكاسيت. ويسحب للإعلام إن أراد ويعطى للخطباء والعلماء والأطباء ليستفيد كل منهم ما يخصه.

ويسحب منها أفلام فيديو لتوزع على أهل محلات الفيديو لبيعها على الناس وكذلك الكاسيت – ويوزع هذا القرص على الناس أو يباع بسعر رمزي لتعم الفائدة على الجميع.

4. تقوم الجمعيات بإقناع أصحاب المزارع أن يزرعوا ثمرا غير القات ويبتكروا من الأشجار المفيدة النافعة لتحل محل هذه الشجرة الخبيثة ويساعدوا صاحب المزرعة بالرأي والمال إلى أن يقوم على رجليه.

فلا شك أنها إذا نجحت هذه الفكرة من الجمعيات في البداية سيبدأ الناس يقلدون صاحب المزرعة الأولى في التبديل. وستسري بإذن الله إلى كافة المزارع وذلك لا يتأتي إلا بالصبر وحسن النية.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله والشكرعلى نعمه وصلى الله على رسولنا محمد وآله أجمعين ……………………

مراجع كتب كثيرة في تحريم القات وذكر أضراره ومفاسده منها

رسالة للشيخ أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام ( تحذير أهل الإيمان من تعاطي القات والشمة والدخان )

وكتاب (كشف الشبهات عن أضرار القات) للدكتور/ إبراهيم بن عباس،

وكتاب (القات) للدكتور/ المرزوقي والدكتور/ أبوخطوة،

وكتاب (شهادات الثقات على أضرار القات) للشيخ/عائض بن علي مسمار،

وكتاب (القات والمجتمع) لأبي إبراهيم الطيري

الشيخ/ أحمد بن حجر الهيتمي(974هـ) في كتابه: (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات)،

والفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي الشافعي في كتابه (تحريم القات)،

 

وكتبه وأعد الدراسة

ا/د فهد بن حمود العصيمى

ملاحظة

لامانع من طباعة هذا البحث على شكل كتاب أو النقل منه للشبكة

أ و لخطبة او لمحاضرة او لأي هدف مفيد وشرط المؤلف أن يشار الي البحث والمؤلف ، وإن كان على شكل كتاب أو هناك ملاحظات أوإضافات مفيدة أو وجهة نظر مفيدة يتفاهم مع المؤلف على العنوان التالى

 

العنوان العام للدكتور أ.د. فهد بن حمود العصيمي

المملكة العربية السعودية،/ جامعة الملك سعود،الرياض/ كلية المعلمين قسم الدراسات الإسلامية

البريد الإلكتروني:

falosimi@ksu.edu.sa1

Dr.abuhmod@hotmail.com 2

روابط مواقع د فهد العصيمى في الانترنت:

http://www.Osaimy.com

http://www.osaimy.net/

http://faculty.ksu.edu.sa/alosimi/default.aspx

ص ب 4314 الرياض 11491 هاتف 4918615 فاكس 4915684

رقم الجوال 0505123588

وماشاء الله تبارك الله ولاحول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسولنا محمد وآله وصحبه أجمعين………