موقع الأستاذ الدكتور / فهد بن حمود العصيمي

ما شاء الله تبارك الله

هذه حقيقة الحداثة والعلمانية ( قصة حقيقية )

يقول الكاتب عندما كنت في السابعة عشر من عمري بدأت اطالع ما يكتب في الصفحات الأدبية التي تصلني بالصدفة واتصفحها ثم احاول تقليد ما أرى فيها من تفاهات كانت تسمى إبداعاً وأدباً وبعد فترة تجرأت وقمت بتقليد ما رأيت فيها مثل ما فعل كفار قريش ومن بعدهم في تقليد القرآن ’ وكتبت خرابيط وشخابيط منها الشمس ترسل شعاعاً أشعثأ وخيوطاً سوداء … والعنزة تستحم بالسحاب …والقمر يضىء باللون البرتقالي …. وسيجارة … وكاهن المعبد …. والليلة الصفراء … وإله الشوك والشوق … …. الخ واقسم بالله انها لم تكن سوى ما قرأتم من هذه الكلمات التي لا أدري معناها .. ., وأرسلتها للجريدة , وفوجئت أنها نشرت في الصفحة الأدبية التي تعتني بالحداثة وسبق المقالة مدحاً وتدبيجاً وتهليلاً بشخصي المبدع وانني الشاعر الواعد ..ز وصرت ارسل من فترة لأخرى مثل هذه التفاهات وكانت تلاقي ما لاقته المقالة الأولى … ثم توطدت العلاقة بيني وبين المحرر وصرت أهاتفه بالهاتف من وقت لآخر وصارت صداقة رغم فارق السن … ثم انتهيت من الثانوية وجئت للرياض لأدرس بالجامعة وزرت ذالك الحداثي وأخذني إلى كبير لهم يمسك سيجارة كبيرة ويتلقون منه التعليمات … ولا أنسى ذلك الموقف حينما جلسنا والصلاة تقام والمساجد تؤدي صلاة المغرب ثم العشاء وهم جلوس لا يتحركون , واستأذنت منهم لأؤدي الصلاة فرمقني صاحبي بنظرة تعجب ثم ابتعدت لكي اتوضأ وسمعت كبيرهم يقول له .: هذا داخل بالعرض ( او بالخطأ ) فقال له صاحبي ( ما عليك توّه يحتاج له فترة ,,, هذا جديد ولكنه صالح للشغلة )) وبعدها أهدى لي دواوين البياتي والمقالح وأدونيس وطلب مني حفظ بعضها … وان أحفظ لتشومنسكي وروبيرت .’ ثم بدأت احس ان الأمر يحيط به الغموض والشك .., وبعدها طلب مني ان لا أرتبط بالموروث وان أجدد ثقافتي وان اتخلص من الثقافة الدينية التقليديه …’ ثم جلست معهم في شقة تخص احد كبارهم تحوي كل انواع الفساد وتأخرت في دراستي , واستضافنا احدهم في بيته الراقي ورأيت العجب العجاب من الفسق والخمور والعبارات الكفريه والوجوه الكالحة … , بدأ الشك يراودني وكرهتهم , ولم اكن أستمتع بأدبهم البته , فلم يكن يطربني لأنه لا قافية ولا وزن ولا موسيقى شعرية .. ولا أتلذذ بكلماتهم ولا بشعرهم القبيح …. ذهبت لزيارة قريب لي من اهل بلدتي يدرس دراسات عليا وقابلت احمد فرح عقيلان رحمه الله واخبرته بما اعيش فيه من جو ثقافي متكهرب وشكوكي منهم ثم اخبرني حقيقتهم في جلسة لا تتجاوز الساعة والنصف … ثم قابلته ومعه عبد القدوس ابو صالح مرة اخرى وعرفت منهم معنى الحداثة والكفر والإنسلاخ من الثقافة الإسلامية … وعشت معهم جو ثقافي ممتع يحلو بأبيات الشعر العربية الجميلة والقوافي الرائعة والموسيقى الشعرية التي تجعلني اترنح من فرط التلذذ بها , وصرت احرص على مجالستهم واطرب لما اسمع من عيون الشعر الرتيب الرائع القوي بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى … … وما أروع المصطاف والمتربعا وكان شعراً يطرب وينعش الفؤاد .. وهكذا عرفت حقيقة الحداثة والعلمانية بعد ان تجرعت مرارتها لعدة سنوات كانت من أحلك الأيام في حياتي فقد اصبت بالكآبة الوحشة من مجالسهم وشعرهم وجفاف مشاعرهم … وعرفت انها كفر بالله لأنهم كانو ينصحونني بترك الموروث (( ويقصدون الدين )) ولكنهم ينصحون اتباعهم بحفظ الموروث اليوناني والكفريات النصرانيه القديمة … ويحثون على ى حفظ أي شيء يخالف الدين … فهذه هي الحداثة وهذه هي العلمانية التي عشتها بنفسي …

منقول من الشبكة